المستخلص: |
تعد الصورة الشعرية هي المرأة التي تعكس تجربة الشاعر، وتظهر قدرته على إبرازها بكل أبعادها وملامحها، فتظهر ماثلة أمام المتلقي متفاعلة معه كما تفاعلت مع مصورها، لأنها من أفضل الوسائل في نقل تجربة الشاعر، لقد أراد الشاعر أن يجعل للصورة وظيفة أساسية، وأن تكون هذه الوظيفة نابعة من تجربته الذاتية ومن رؤيته للحياة، عبر تلك التجربة، ولم يعد التدبيج والزخرفة هدفه الأساس من استخدامها في معلقته؛ بل إن هذه الوظيفة صارت ذات علاقة بوظائف العناصر الشعرية الأخرى، من أفكار، وعواطف، وأحاسيس، وعليه فمن خلال الصورة الشعرية في معلقة عنترة نلفي تجربة الضياع والتمزق النفسي والاضطراب الداخلي والقلق الوجودي والغربة الذاتية التي يعانيها الشاعر نتيجة فقدانه الانتساب لأبيه لنكتشف من خلال الصورة الشعرية أن عنترة يعاني هماً فردياً أغرق تجربته الذاتية في الظلمة والقتامة.
|