ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

أهمية اللغة العربية في مجالات الحياة المختلفة في الهند

المصدر: مجلة وحدة الأمة
الناشر: الجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند - مجمع حجة الإسلام للبحث والتحقيق
المؤلف الرئيسي: القاسمي، محمد سجاد حسين (مؤلف)
المجلد/العدد: س8, ع15
محكمة: نعم
الدولة: الهند
التاريخ الميلادي: 2020
التاريخ الهجري: 1442
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 322 - 343
رقم MD: 1098271
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

27

حفظ في:
المستخلص: اللغة العربية لغة من أقدم اللغات تاريخا وأثراها كلمة، وأحلاها نطقا وأخلدها بقاء، وأوسعها انتشاراً وأجملها تحدثا، وأدقها معني وأشملها بيانا، وأجمعها تصويرا. هي ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ لأكثر من خمسة عشر قرنًا، أما سائر اللغات فتختلف عما كانت عليه قبل قرنين أو ثلاثة قرون تقريبًا، إنها محفوظة بحفظ الله فتكفل الله سبحانه بحفظ القرآن فبقيت ضمن بقائه، وهي لغة أدب وشعر وكتابة وتأليف، ولغة مثقفين ومفكرين وعلماء وفقهاء ورؤساء وملوك، ووسائل إعلام ومذيعين، وتعتبر لغة راقية في التعبير وتتميز بالفصاحة والبلاغة والصور الفنية البديعة. فوق ذلك كله أنها مستودع ذخائر الأمة ومخزونها الثقافي، لأن التراث الهائل العربي والإسلامي كله مقيد ومدون بالعربية، ولا تخفي قيمة التراث عند الأمم، فهو حلقة الوصل بين الأمة وعلمائها، وهو الذي يحدد شخصيتها، ويرسم ملامحها. وهي تمثل أفكار الأمة وأنظارها، وتسجل أمجاد ماضيها وسالفها، وتحتفظ بمآثرها ومفاخرها، وتقدم درسا مشرقا من خلال صفحات زاهرة تتضوع منها نفحات الحضارة والثقافة، وتتفوح نسمات القيم الخلقية، وتنتشر من خلالها أرائج التقاليد البناءة، وروائح الأعراف القديمة. ها هي اللغة العربية تبتهج القلوب بصداها، وتنتعش الأذهان بجمالها ورونقها، وتبعث العزائم المطمورة، وتدفع الجيل إلى الأمام، وتنشيء الآمال، وتقيم النهضات. واللغة العربية كالروضة الناضرة فيها جداول رقراقة الماء، ودوحات باسقة ممتدة الظلال يتفيأ تحتها كل من أصابه التعب والنصب، وينتشي كل غاد ورائح بخمرة عطرها، ويرتوي بعصير ثمرها، ويستمتع بوافر خيرها. مما لا مراء في ذلك أن اللغة العربية باعتبارها وعاء متنيا محكما للوحيين المباركين والمصدرين الثريين والينبوعين الصافيين – القرآن الكريم والسنة النبوية – تحتل مكانة مرموقة، وتحمل منزلية علية، وتملك مرتبة سامية بين الشرائح الإسلامية بأجمعها مهما كانت لغتها وجنسها ولونها وثقافتها لكونها مفتاح التراث الإسلامي القيم. وتتمتع هذه اللغة النامية الحية المتكاتفة مع كل عصر في كل مصر بالاحترام الفائق والتقدير اللائق والتوقير البالغ من عند المسلمين الذين هم في أمس الحاجة إليها في القيام بجميع المناسك والعبادات والأذكار والأوراد وما فرض عليهم من أعمال ذات أدعية في أماسيهم وأصابيحهم بشكل لا يجدون بدا من الغني عنها بحال من الأحوال. ما زالت اللغة العربية ولا تزال تتسع رقعتها باتساع رسالة القرآن الكريم ويمتد نطاقها بامتداد دائرة الإسلام ومعالمها في ربوع العالم وأرجائها، وتتقدم نحو الأمام لما فيه من الحياة النابضة والعلم الوافر، والمعرفة القيمة، والثقافة الممتعة والحضارة الرائقة. وستظل تبقي حية خالدة لا تتجرأ أن تطأ أقدام المنية رحابه الرصين الفولاذي الذي يهاب أسوارها الجيش العرموم بعدده وعدته وسلاحه وسهامه، لاحتضانها الدستور الرباني الذي يجمع بين العقيدة الصحيحة النقية والشريعة البيضاء الغراء، والمبادئ العادلة والثوابت المستقيمة، والتوجيهات السديدة والإرشادات النبيلة، والذي أنزل على أفصح العرب وأبلغه محمد بن عبد الله – عليه أندى التسليمات وأجمل الصلوات – لإخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.

عناصر مشابهة