المستخلص: |
تلعب العلوم الإنسانية دورا مهما في الحياة السياسية والاجتماعية للأشخاص والمجتمعات على حد سواء، فمنها من يحدد علاقة الحاكم بالمحكوم منذ نظرية "العقد الاجتماعي" ل"جان جاك روسو Jean-Jacques Rousseau 28 يونيو 1712-2 يوليو 1788" التي أثرت في المجتمع الفرنسي، وأسهمت بشكل كبير في قيام الثورة الفرنسية، ثم تأثرت بها أوروبا ومعظم دول العالم بعد ذلك؛ كما أنها ترتبط بالاقتصاد وما يترتب عليه من أحداث تحكم شكل والمجتمع بمنظماته ومؤسساته الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية، وغيرها من المجالات التي تؤثر على الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر، وغيرها من الفروع التي توصف بانتمائها للعلوم الإنسانية، ولكل فرع من هذه الفروع علم يدرسه؛ لكن أن نجد علم المنطق وهو أحد مجالات الفلسفة يهتم بظاهرة سياسية فيحللها، ويحاول أن يقدم لها شكلا قاطعا فهذا هو الجديد في الأمر، ذلك لأن المنطق كعلم في حد ذاته يوصف بأنه علم صوري، يهتم بصورة الفكر لا يهتم بمادته أو محتواه الداخلي، وهذا هو الغريب في الأمر، فالسياسة لا تهتم بالشكل الخارجي فقط للعلاقات السياسية، وإنما تتعداه لتصل إلى البنية الداخلية للمجتمع قبل الخارجية؛ كذلك نجد أن المنطق يرتبط بصورة مباشرة بالعلوم النسقية كالهندسة والرياضيات، دون أن يمتد إلى العلوم الاجتماعية، حتى أنه يكاد ينفصل عن الفلسفة؛ لدرجة أنه يدرس لطلاب كلية العلوم قسم الرياضيات، ولطلاب كلية الهندسة، كما أن المنطقي "كوسكو"* الذي يتناول ظاهرة الإرهاب والبطالة في الشرق الأوسط يعمل أستاذ في كلية الهندسة؛ ومع ذلك يتناول المنطق الغائم وعلاقته بالسياسة، وهو ما سوف أعرض له خلال صفحات هذا البحث.
|