المستخلص: |
يعتبر الحجاج من أميز خطباء العصر الأموي، وقد رويت له مجموعة من الخطب تظهر بلاغته وفصاحته وتميزه في الخطابة؛ إذ تنطوي خطبه على مميزات تجعلها في صدارة النصوص النثرية التراثية، وتكشف عن رصيد لغوي يتكون من القرآن الكريم وأشعار العرب. كما عرف الحجاج ببلاغته وفصاحته عرف عنه عنفه وقسوته، ويمكن الكشف عن جوانب الشخصية من خلال تراثها المنسوب لها؛ إذ تعكس هذه الخطب شخصية المتكلم (الحجاج) وتظهر طبيعة العلاقة بينه وبين المتلقين؛ وقد شكلت هذه الخطب أوج العنف الذي بلغته الخطابة في العصر الأموي. ونجد بعض الإشارات التي تظهر العنف عند الحجاج من خلال المادة اللغوية لهذه الخطب؛ حيث لا تكاد تخلو من ألفاظ تدل على العقلية العسكرية وعلى معاني التهديد والوعيد، بالإضافة إلى توظيف الأساليب اللغوية كاستراتيجيات للتهديد والإهانة، وقد استخدم الحجاج أساليب الشرط والاستفهام والأمر والنهي في ذلك.
|