المستخلص: |
منذ استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في العاشر من محرم 61 ه، والمسلمون الشيعة ملتزمون بأحياء تلك المناسبة الدينية والتي عرفت بالشعائر الحسينية وأصبح شهر محرم يمثل شهراً للحزن، وأصبحت قصة استشهاد الحسين عليه السلام تمثل رمزاً للثورة على الظلم ونصرة للمظلومين. وبمرور السنوات أصبحت هذه الذكرى تشكل تهديداً وتحدياً كبيراً للأنظمة الحاكمة في العراق، بل عملت على التضييق عليها ومنعها خوفاً من الجموع الزائرة المتوجهة إلى كربلاء المقدسة والتي تشمل أنحاء العراق المختلفة، والتي ربما تثور بوجه تلك الحكومات بسبب سياستها تجاه الشعب، وهذا ما حدث في أحداث ما عرف بإحداث صفر أو انتفاضة صفر 1977. لقد حاول البعث منذ مجيئه للسلطة في عام 1968 إلغاء تلك المراسيم الدينية التي يتمسك بها المسلمون الشيعة منذ قرون عديدة، وتغيير تلك المناسبة إلى أيام فرح، والتي عدها المسلمون الشيعة استفزازاً لمشاعرهم ولا يتحملها شعورهم العاطفي مع مأساة الحسين عليه السلام. أن أول ما بدأه نظام البعث هو العمل على تحجيم دور المرجعية الدينية محاولاً إحداث شرخاً في صفوفها، والعمل على إضعافها وزعزعة مكانتها الدينية في نفوس اتباعها وجعلها تنأى بنفسها عن الوقوف بوجه النظام وهذا ما حدث عندما وجهت أصابع الاتهام للسيد مهدي الحكيم ابن المرجع الديني السيد محسن الحكيم واتهامه بالجاسوسية في عام 1969م. وعلى الرغم من وضوح الهدف من تلك الفبركة من قبل البعث ومحاولته إضعاف مكانة المرجعية الدينية والزيارة الأربعينية التي تعد في حقيقتها تجديداً لوحدة المسلمون الشيعة، تفجر ذلك الموقف في أحداث صفر 1977م. والغريب إن نظام البعث في إجراءاته هذه اعتمد على المؤازرة من حليفة الحزب الشيوعي العراقي والذي يعود تحالفهم إلى أيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي انبثقت عام 1973م محاولين اعتماد المنهج العلماني للوقوف بوجه التيار الديني وهو ما ستبينه أوراق البحث.
Since the martyrdom of Imam Hussein on the tenth of the Islamic month of Muharram 61 Hijri, the Shiite Muslims are committed to the revival of the religious rituals known as "Al-Sha'air al-Husseiniya", as the Islamic month of Muharram has become a time of sadness, while the story of the martyrdom of Hussein "pbuh" became a symbol of revolution against injustice and a major support for the oppressed. Over the years, this anniversary has become a threat and a major challenge to the ruling regimes in Iraq, who worked to prevent it for fear of crowds heading the holy city of Karbala, which could arise against these governments because of its policies towards the people. This fear has become true in the uprising known as "Suffar 1977". Since its coming to power in 1968, the Baath regime has tried to abolish these religious decrees held by Shiite Muslims for many centuries, and to change them into days of joy, which considered by Shia Muslims as a provocation to their feelings and intolerance of their emotional feelings with the tragedy of Hussein.
|