المستخلص: |
يسلط هذا البحث الضوء عنى التفكير اللغوي عند أبي العلاء المعري. من خلال قراءة في رسالة الغفران، وبالرغم من أن معظم البحوث التي تصدت لهذه الرسالة ركزت بشكل رئيسي على الجوانب المتعلقة بالشعر والفلسفة والنقد، فإننا آثرنا في دراستنا أن ينصب جل اهتمامنا على الجانب اللغوي لما لهذا الجانب من أهمية بالغة ليس في الرسالة فحسب، وإنما في تفكير المعري كله، وهو الذي قيل فيه" ما أعرف ان العرب نطقت بكلمة لم يعرفها المعري. و "الشيخ بالنحو أعلم من سيبويه، وباللغة من الخليل"، وهو في رسالة الغفران لم يترك لفظه غريبة إلا استعملها، ولا علامة إلا شرحها. لقد تتبعنا جل المسائل اللغوية في رسالة الغفران فوصفناها ووصفنا الطريقة التي تعاطى بها المعري مع المسألة، وتوصلنا إلى نتيجة مفادها أن المعري لم يكن شاعراً بالدرجة الأولى كما عرف عنه، ولم يكن فيلسوفاً بامتياز كما علم من شعره، لقد كان لغويا قبل كل شيء وعبر عبقريته اللغوية عبرت معظم أعماله الإبداعية الأخرى.
|