| المستخلص: |
تأتي هذه الدراسة في محاولة لجمع ما جاء من شعر الرثاء في عصر صدر الإسلام، ودراسته دراسة تقوم على المنهج التحليلي الاستقرائي مسبوقا بالمنهج التاريخي، بغية الوصول إلى أبرز الخصائص المميزة لهذا الضرب من الشعر، وتمييز اتجاهاته وما انبثق عنها من سمات لفظية ومعنوية وصور شعرية. واقتضت الدراسة أن تكون في مقدمة وتمهيد ولمحة تاريخية وبابين وخاتمة، جاءت المقدمة لبيان الأسباب التي دعت إلى اختيار الموضوع، واستظهار الأهداف المرجوة فيه، واستقراء عام لأبرز الدراسات السابقة والمصادر الرئيسة التي اعتمدت عليها الدراسة، وتناول التمهيد مفهوم الرثاء في اللغة والاصطلاح، وما اتصل به من ألفاظ تدل على الحزن والبكاء على الميت، وتطرق أيضا إلى مكانة الرثاء في الجاهلية وكيف أضحت بدخول الإسلام، ثم جاءت اللمحة التاريخية في استعراض لأبرز الأحداث التاريخية التي شهدها عصر صدر الإسلام (عصر النبوة والخلفاء الراشدين). وجاء الباب الأول موزعا على ستة فصول، تناول كل فصل منها موضوعا من موضوعات فن الرثاء في عصر صدر الإسلام وهي: المراثي النبوية، رثاء الخلفاء الراشدين، رثاء القادة والأمراء، رثاء عامة الشهداء، رثاء الأقارب، رثاء الأعضاء والأشلاء. أما الباب الثاني فجاء مشتملا على خمسة فصول تناولت بنية المرثية، وسماتها اللفظية، وسماها المعنوية، وصدق العاطفة، والصورة الشعرية المتجلية فيها. وفي الخاتمة خلاصة ما توصلت إليه الدراسة وجاءت على عدة نتائج: أولا لم تبلغ المراثي النبوية مرامها في وصف الحدث (فقد الرسول) بدقة المشاعر وبلاغة الكلمات؛ ويعزى ذلك لشدة وقع الخطب على النفوس فألجمت الألسنة والتزم أغلب الشعراء الصمت. ثانيا ابتداع طيف جديد من المراثي متأثر بالعقيدة الإسلامية وما بثته من معان محدثة، كالجهاد والشهادة والانتماء للدين والأمة، والولاء لله ورسوله والخلفاء من بعده. ثالثا راوحت المراثي في بنيتها بين بنيتي المرثية الجاهلية من جهة، وما طرأ عليها من تغيير بدخول الإسلام من جهة أخرى. رابعا غلب الوضوح على ألفاظ المراثي ومعانيها باستمداد مادتها من وحي البيئة المحيطة وواقع الدين الجديد. خامسا تميزت المراثي بصدق العاطفة والشعور الدافق فيها، سادسا جسدت الصور الفنية معاناة الشعراء في فقد أحبائهم بتصوير أجل الصفات وحال الراثي المشبع باللوعة والشجن.
|
