المستخلص: |
تناولت هذه الدراسة صورة المكان في نثر لسان الدين بن الخطيب، من خلال تتبع ما حفلت به رحلاته، ورسائله الديوانية، ومقاماته - على وجه الخصوص - من مظاهر مكانية. كما تناولت الدراسة الوجوه الفنية في نصوصه النثرية لاستجلاء دور المكان في ذلك البناء بصورتيه الهيكلية والأسلوبية في سياق التشكيل الجمالي. وقد وقفت الدراسة على دور المكان سببا ونتيجة في الدلالات النفسية والتاريخية والسياسية، فتناولت موضوع الغربة والاغتراب عند لسان الدين بن الخطيب في سياقها العام والخاص الذي يمثله ابن الخطيب. ثم تناولت نص مقارنة ابن الخطيب بين مدينتي مالقة الأندلسية وسلا المغربية. وواكبت الدراسة صور المكان عند تحول ابن الخطيب من مكان لآخر، وقد ألقت هذه التحولات المكانية بانعكاساتها على صور المكان في نثره، وبدت مظاهر المكان موافقة لهذا التحول. فالمكان عند ابن الخطيب لا يقف عند حدود الطبيعة، بل يتجاوز ذلك؛ ليصور كل مشاهداته في كل مكان يصل إليه. واعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي في استقراء النصوص وتحليلها، كما اعتمدت المنهج التاريخي في رصد الشواهد الأندلسية في جانب كبير منها. في حين وظفت الدراسة الأسلوبية لاستجلاء دور المكان في البناء الفني في سياق التشكيل الجمالي.
|