المستخلص: |
لم يكن اتصال الغرب بالشرق عموما، وبالجغرافيا العربية الإسلامية على وجه الخصوص، سوى تواصل هيمنة وغلبة. تلك هي الخلاصة الكبرى البادية للعيان منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا. ما الذي نشأ من هذا الاتصال غير المتكافئ، وإلى أي مدى كان للغرب المهيمن من أثر على مسارات التقدم والتنمية والاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي على مجتمعاتنا؟ تسعى الدراسة إلى الكشف عن الوعي المنهجي للفاروقي في قراءته للنموذج المعرفي الغربي، وتحديد المنطلقات الفكرية لهذه القراءة المنهجية، والتعرف على الأدوات المنهجية التي استخدمها الفاروقي في هذه القراءة. وذلك بهدف استخلاص الخبرة المعرفية للفاروقي في النظر للنموذج المعرفي الغربي باعتبارها خبرة مضافة نحو التأسيس المعرفي الحضاري للأمة في نظرتها إلى الآخر وتحديد ضوابط التثاقف الحضاري معه، وذلك من خلال الاعتماد على منهجية تحليل النص "الفاروقي" في جوانبه المتعددة، واستخلاص لأدواته المنهجية ومفاهيمه التحليلية التي قدمها في قراءته للنموذج المعرفي الغربي.
|