المستخلص: |
درس الباحث في هذه الرسالة تجليات المكان في شعر البحتري، ومهد للبحث بالحديث عن عصر البحتري وحياته والأماكن التي حل بها، وعرف المكان لغة واصطلاحا وبين مدى اهتمام الأدباء والنقاد به. بعد ذلك جعل البحث في بابين: درس في أولهما شعر البحتري المكاني، وبسط الحديث في أبرز الأماكن المتجلية في شعره، رابطا المكان بمضمون القصيدة ومناسبتها، حيث درس من الأماكن أبرز البلدان والمدن ظهورا في شعره، ومن معالم الطبيعة درس الجبل وتجلياته، والأماكن المائية من بحار وأنهار وآبار... كما تطرق للصحراء والرياض والأطلال، ثم اهتم بالقصور وعقد لإيوان كسرى فصلا خاصا ولم ينس القبر والسجن والأماكن المقدسة. وقد تجلت هذه الأماكن في قصائد مختلفة ذات مضامين وأغراض عدة تركز معظمها في المدح. كان الباب الآخر يدور حول الدراسة الفنية لشعر المكان، وقد عقد في هذا الباب ثلاثة فصول: درس في أولها أهم العواطف المرتبطة بشعر المكان كالحنين والحزن... وفي الثاني بين معالم الصورة وأشكالها، حيث سلط الضوء على التشبيه والاستعارة والمجاز لغير المشابهة، ثم تحدث عن حركية الصورة وحسيتها في شعر المكان. بعد ذلك عقد فصلا مستقلا عن الموسيقى في شعر المكان قدم له بعلاقة الشعر بالموسيقى عموما وبشعر البحتري خصوصا، ثم تطرق لموسيقى شعر المكان عنده داخليا وخارجيا. خلص الباحث إلى ارتباط المكان بالإنسان وعلاقته الوطيدة به. وأن معظم الأماكن التي تجلى ذكرها كانت ضمن قصائد ذات مضامين متنوعة، غالبا ما كانت مدحية. وقد اعتمد الباحث المنهج الاستقصائي في التمهيد والمعلومات التاريخية، والمنهج التحليلي القائم على استقصاء الدلالة، وبيان الصورة، وملامسة المنهج الأسلوبي القائم على التحليل اللغوي في غالب الأحيان التي حلل فيها الشواهد الشعرية.
|