| المستخلص: |
حظيت العولمة برواج كبير في الأوساط العالمية لما أحدثته من تغيرات في شتى مجالات الحياة، ولما كان العرب ليسوا بمعزل عما يدور في هذا العالم؛ فمن البديهي أن يتأثروا بالعولمة سلبا أو إيجابا. ولذا فقد خاض كثير من الباحثين العرب في هذه الظاهرة، فمنهم من وجد فيه فتحا حضاريا كونيا، فصفق لها قبولا وإعجابا، ومنهم من يرى فيها غزوا حضاريا وثقافيا فأشاح بوجهه عنها رفضا وتحذيرا. وبذلك تباينت الآراء وتعددت المشارب وتنوعت الخطابات البحثية.ويبدو أنه ليس من الحكمة أن نتعامل مع هذه الظاهرة بالتهويش أو التهميش فالإشكالية تتمثل في تحديد مفهوم العولمة وانعكاساتها وتداعياتها المتلاحقة، بهدف الوقوف على:مواصفات الخطاب العربي الذي نطل به على العالم من خلال نظرة توفيقية واقعية تنبثق من وجهات النظر المتباينة. وقد اعتمدت الدراسة المنهج التحليلي من خلال تتبع المحاور البحثية التالية:١- مفهوم العولمة وأبعادها:أ) المصطلحات التي أفرزتها.ب) جذورها التاريخية.٢- اللغة العربية وتحديات العولمة.٣- حتمية العولمة (هل العولمة قدر أم صراع حضارات؟)٤- جانبا العولمة:أ) المظلم (الاتباع) ب) المشرق (الإبداع)٥- آلية التعامل مع العولمة:أ) الدور التربوي ب) كيفية التصديوكشفت الدراسة أن العولمة ليست مشكلة عابرة يجاب عنها بنعم أو لا، إذ لا ينبغي أن نحصر أنفسنا بين رفض العولمة أو قبولها بل تقتضي الحكمة أن نتعامل معها بشفافية ووعي وكياسة، ولغة واقعية تضمن هامشا لخصوصياتنا الثقافية ومنظوماتنا القيمية.كما أن العولمة ليست قدرا محتوما؛ إذ يمكن تجاوزها لأن معادلة الحضارة الإنسانية ليست حكرا على أمة من الأمم، فجوانب القوة تكمن في تنوع المشارب والثقافات وليس في تنميطها، فالخطاب العربي الذي نتطلع إليه هو مشروع حضاري عالمي يقوم على الوفاق والاتفاق والتفاعل مع شعوب الأرض، لا نضع فيه حدا للتاريخ؛ بل نفتح فيه مجالات التآلف والتفاهم والتعاون أخذا وعطاء.كما أظهرت الدراسة أهمية إعادة النظر في أساليب صناعة الثقافة، وآلية إعداد الأجيال، فما كان للعولمة أن تفتك بنا وتخترق ثقافتنا لولا الخواء الثقافي الذي تعيشه الأمة.ولعل الآلية الواعدة المنتظرة التي تختزل فيها المسافات لصالح الإنسان، كل إنسان، تتطلب منا -معشر المربين -دورا فاعلا ومشاركة إيجابية نبدأ من خلالها مسيرة الانطلاق متخذين من العولمة محرضا حضارياً، ومما أنعم الله به علينا من منظومة قيمية دينية منهاجاً ذاك هو الطريق نحو الخروج من شرنقة الاتباع لنبدأ مسيرة الإبداع.
Globalism has been the focus of research some people look upon globalism as a starting phenomenon for universal\ global civilization; They supported, admired and spread globalism. Other people consider globalism as a cultural invasion; So they refuted and rejected it. Thus, globalism has been a controversial phenomenon which entails more investigation.The researcher believes that we should neither support nor refute this phenomenon؛ it should be investigated and analyzed with the purpose of making this term (Globalism) more clear to those who were confused and misled by its connotations and consequences.The problem is to state the concept of Globalism and its various connotations with the purpose of framing the specifications of Arabic civilized speech delivered to the world. It is expected that the researcher will reach a compromise between those two opposing points of view through a critical analysis of (Globalism) in terms of:1) Globalism Concepts and Dimensions:A) The roots of Globalism.B) Related terminology.2) Arabic and the challenges of Globalism.3) Globalism as a destiny (is Globalism a destiny or civilizations struggle?).4) The two sides of Globalism.A) The dark side (following).B) The light side (creation).5) How to cope with Globalism.A) The educational role.B) Resisting Globalism.Two important dimensions will be dealt with:First: The linguistic dimension.Second: The educational dimension.Language is a vital pivot of the cultural system; It has become more and more important at the age of Globalism and information. This led the supporters of Globalism to consider language as an important means of cultural Globalism. Accordingly, the linguistic and educational policies should be reconsidered so as to immunize our curricula and societies against Globalism invasion.The study came to the conclusion that globalism is strong enough to dominate the whole world. However, it is not a destined fate that cannot be avoided, nor is it entirely evilness. It is a cultural motivator which will destroy it self and awake the other nations. As Arabs and Muslims, we can benefit from the technology accompanying globalism to develop our curricula and qualify our students in a way which will shape the human civilization from an educational, human and Islamic prospective, based on integration, co- operation and co existence.
|
