المصدر: | ندوة العولمة وأولويات التربية |
---|---|
الناشر: | جامعة الملك سعود - كلية التربية |
المؤلف الرئيسي: | الضبع، ثناء يوسف (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Al Daba, Thana Yousef |
المجلد/العدد: | مج 3 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
الهيئة المسؤولة: | كلية التربية ، جامعة الملك سعود |
التاريخ الهجري: | 1426 |
الصفحات: | 1345 - 1368 |
رقم MD: | 114144 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EduSearch |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي شهده القرن المنصرم ينبئ بأن القرن الحالي سيشهد معدلات لهذا التقدم لم تعرفها البشرية من قبل، وإذا كانت الدول المتقدمة هي التي صنعت هذا التقدم وهي التي تنعم بثماره، فإن الدول النامية عليها إن تلحق بهذا التقدم حتى لا تعاني من اتساع الفجوة الحضارية بينها وبين الدول المتقدمة. وثورة الاتصالات التي يشهدها عالم اليوم، والتي ستتزايد مع عالم الغد يتعاظم دورها في إلغاء المسافات والحواجز بين الدول والشعوب بما يجعل أنماط الحياة في الدول المتقدمة تفرض نفسها على العالم حاملة معها آثارها الإيجابية والسلبية وهو ما يوجب تحقيق التطوير الشامل للخطط التعليمية والتربوية في العالم العربي بحيث تكرس أهدافها لتعظيم الاستفادة من الآثار الإيجابية وتقليص وتجنب الآثار السلبية للعولمة. وأطفال الأمة وشبابها هم القلب والجوهر في كل ما سبق من رؤى واللحاق بالتقدم العلمي لن يكون إلا بهم ومن خلال إعدادهم لحمل هذه الأمانة بنفس المقدار الذي يجب إن نفتح لهم فيه أبواب الاستفادة من كل إيجابيات التقدم ومما لا شك فيه إن تحقيق هذا التقدم لن يتأتى إلا من خلال تطوير نظم التعليم والذي يتمثل في تأسيس مدارس عصرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة: أهدافا ومنهجا ومعلما ومتعلما ووسائل وتجهيزات وأبنية ومناخا فعالا، بحيث تستطيع أن تصمد أمام سياسات العولمة وتحمي الشباب من سلبياتها. فالعولمة في الجانب الثقافي منها تهدف إلى توحيد الثقافة في العالم، باستخدام الجانب الثقافي والإعلامي ذي الصلة بالجوانب النفسية التي أعطيت أسبقية على بعض الاقتصاد وتداخلت مع الجوانب السياسية والاجتماعية بقصد بناء أساس يهيئ لتقبل، وبضوء ذلك تم تكييف الثقافة من خلال وسائل إيصال ميسورة (القنوات الفضائية والإلكترونيات والحواسيب والإنترنيت وغيرها)، بقصد نقل الأفكار والمبادئ ونشر المعلومات لمستوى الشيوع بين جميع الناس، ومن ثم صياغة ثقافة عالمية لها قيمها ومعاييرها لزيادة معدلات التشابه، أو التجانس بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات في محصلة تبرز في إطارها وعلى مستوى النفس الإنسانية إمكانية تشكيل وعي وإدراك ومفاهيم وقناعات عالمية الطابع (ولندزمن، 1988) لعموم المجتمعات البشرية التي باتت قريبة من بعضها البعض بحكم وسائل الاتصال عالية الجودة وعليه يمكن التنويه إلى أن العولمة الثقافية ستفتح العالم بعضه على بعض لتجعل الحياة البشرية بكل أشكالها المادية والنفسية تنزع بالتدريج إلى أن تتعولم وبمستويات تنسجم والتوجهات الجديدة للأجيال القادمة التي تدلل على أنها ستقبلها طواعية وبمزيد من اللهفة في كثير من المجتمعات ليس بسبب الإنترنيت والقنوات الفضائية والمعرفة الموسوعية والمعلوماتية فحسب، بل وللمتعة الآنية التي توفرها التقاليد الجديدة، والنفعية الذاتية التي تؤمنها الأساليب الحديثة، والاستهلاكية العالية التي تدفع إليها الوسائل البديلة، خاصة في المجتمعات العربية والإسلامية التي يشكوا فيها الشباب وغيرهم من الأعمار الأخرى من التوجيه المناسب للتمسك بالخصوصية الثقافية والتعامل مع هذه الموجه بقلب وعقل مفتوحين نأخذ من خلالها الجيد ونبعد عن السيئ الخطير الذي يطمس معالم هويتنا وثقافتنا. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تعاون مؤسسات المجتمع المختلفة في أداء دورها في تنشئة الأجيال وعلى رأسها المدرسة. |
---|