ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







دور الإعلام الرسمي في مواجهة الأزمات

المصدر: بحوث المؤتمر العلمي الأول: استراتيجية الإعلام في ظل التحولات المجتمعية الراهنة للمجتمع الليبي والعربي
الناشر: جامعة سرت - كلية الآداب - قسم الإعلام
المؤلف الرئيسي: بالحاج، نوري علي (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: ليبيا
التاريخ الميلادي: 2018
مكان انعقاد المؤتمر: سرت
رقم المؤتمر: 1
الهيئة المسؤولة: جامعة سرت - كلية الآداب - قسم الإعلام
الشهر: مايو
الصفحات: 341 - 356
رقم MD: 1143741
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

124

حفظ في:
المستخلص: إن للإعلام دورا مهما ورياديا في الحد من الأزمات، ومن أهم وأبرز وظائف وعناصر الإعلام هو أن يتم تزويد الجماهير بالحقائق للحد من انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة حول الأزمة التي يمر بها المجتمع أو الدولة، ورصد الحقائق الواضحة التي تعمل على تنوير أفراد المجتمع ما يساعدهم على تكوين رأي عام صحيح، وذلك عن طريق الإقناع بالمعلومات والحقائق القائمة على الدقة والوضوح. ومن المهم أن ندرك أن بعض الأزمات لا يمكن تجنبها أو احتوائها في مهدها قبل أن تتحول لأزمات فإنها سوف تتجنب التغطية السلبية التي تقدمها وسائل الإعلام نتيجة نقص المعلومات وغموض الموقف. ولعلنا نتحدث هنا عن المشهد الليبي بشكل خاص الذي يمر بعديد الأزمات التي لا تكاد تحصى ولا تعد والتي فعلا تحتاج إلى إعلام رسمي أو حكومي قوي يواجه كل هذه الأزمات ويعالجها وفق منظور إعلامي يهدف إلى الخروج من الأزمات المتعددة، فإن الازدواجية في الخطاب الإعلامي التي تصل إلى حد التناقض بين المواقف السياسية المختلفة المعلنة أتاح غياب المعلومات. وكلنا يدرك أنه وبعد عام 2011 م أصبحت الوسائل الإعلامية المختلفة في ليبيا متعددة وذات توجهات وتيارات متنوعة ومختلفة، وكلنا يدرك أيضا أن غياب دور وزارة الإعلام وعدم تفعيل ووجود نقابة للصحافيين أثر سلبا على الإعلام الرسمي ودوره في مواجهة والتصدي للازمات التي تمر بها بلادنا. إن توجيه رسائل إعلامية ذات صلة بالأزمات لكل فئة من فئات المجتمع ضرورة لكب تعاونهم، لأن الإعلاميون هم أهم الشركاء لقدرتهم على التأثير في الرأي العام. ولا شك إن أجهزة الإعلام الحكومية يقع عليها العبء الأكبر في ترسيخ سياسة إعلامية تتعامل مع الأزمات من منطلق موحد ومتكامل وبأساليب مهنية تخرج بالوطن والمواطن من كل الأزمات التي تمر به من خلال أسلوب قوي وشد تأثيرا من جميع الأساليب المستخدمة لمجابهة الحملات الإعلامية المعادية يتمثل في تقديم خطاب إعلامي غني وموضوعي وجذاب ويتمتع بقدر كبير من الواقعية والمصداقية. أن ما يحاك بليبيا اليوم من أزمات على جميع الأصعدة يتطلب إعلام حكومي قوي يخاطب المجتمع الليبي والدولي وينقل الوقائع بمهنية وشمولية لفهم أبعاد الأزمة وتحليلها وتوفير المعلومات المناسبة لنجاح دورها وجذب اهتمام الرأي العام وقادة الرأي لتفسير الظروف الحقيقية للازمة وأبعادها الحقيقية، وتتبع المراحل التي من خلالها يمكن أن يلعب الإعلام الحكومي أو الرسمي دورا مهما وإتباعها بدا من مرحلة نشر المعلومات إلى مرحلة التفسير والتحليل وصولا إلى المرحلة الوقائية والتي من خلالها يمكن أن نصل إلى المواجهة والتصدي للازمات. إن أهم ما يمر الإعلام الرسمي أو الحكومي من ضعف في الإمكانيات وتشظي هو تهميش الإعلام الحكومي بقصد مما جعل المشهد الليبي أرضا خصبة لتفاقم الأزمات وعدم مجابهتها والتي تتطلب أن يكون الإعلام الرسمي على باب مرحلة جديدة، تقوم على حرية التعبير والرأي والعمل، المهني الذي يخدم الوطن والمواطن. إن وسائل إعلامنا سارت على نفس خطوات الإعلام الغربي، فأصبحت الأزمات هي الزاد الذي يعيش عليه، باعتبارها تصنع جماهيرية المقدم الذي يريد أن يصفق له الجمهور، وكذلك القناة التليفزيونية أو الصحيفة، على اعتبار أنه كلما زادت الإثارة زادت نسبة المشاهدة، وبالتبعية زاد إقبال المعلن عليها. كما أن غياب التخطيط الإعلامي أثناء الأزمات ورسم السياسات الإعلامية لوسائل الإعلام الحكومي جعلها تعمل في إطار ضيق وبعضها ظل حبيس التجاذبات السياسية والفكرية حتى سقطت ووقعت في أسفل الزجاجة. إن وسائل الإعلام لا يجب أن تكون صانعا للأزمات أو مصدرا لها، كما أن الأدوار المنوطة بوسائل الإعلام في أوطاننا لا بد أن تتوافق وطبيعة الظروف المحيطة بنا، فضلا عن السعي للبناء لا الهدم، وطرح القضايا الحقيقية، دون افتعال قضايا وهمية واللعب بمشاعر المشاهدين وعقوهم، وتغليب الصالح العام على المصالح الضيقة .. هنا يستطيع الإعلام بحق أن يدير الأزمات، لا أن يصدرها ويقتات عليها انطلاقا من مبدأ أن للإعلام دور متزايد في التأثير على الجمهور المستهدف وتأثيره النفسي عليه.