المستخلص: |
تختلف عملية اتخاذ القرار في السياسة الخارجية من دولة إلى أخرى وذلك تبعاً لطبيعة وتكوين النظام السياسي السائد في تلك الدولة، غير أنه على الرغم من هذا التباين والاختلاف في المنظمات السياسية للدول فإن هناك نقاط مشتركة في صنع السياسة الخارجية بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي وتتمثل تلك النقاط المشتركة في مشاركة عدد كبير من الجهات الحكومية وغير الحكومية في صناعة القرار الخارجي، وتتكون المؤسسات الحكومية من السلطة التنفيذية وما يتبعها من أجهزة فرعية مثل الوزارات والمؤسسات العامة، وكذلك السلطة التشريعية وما تشمله من لجان مختلفة، أما المؤسسات غير الحكومية فتشمل الأحزاب السياسية وجماعات المصالح وجماعات الضغط، والإعلام المؤثر في الرأي العام. أن عملية صناعة القرار في الإدارة الأمريكية تخضع إلى جملة من المحددات التي توثر على شكل وطبيعة القرار في السياسة الخارجية، لكن تظل سلطة الرئيس في القضايا الخارجية قوية، بسبب السلطة الممنوحة لرئيس الجمهورية من الدستور، فالسياسة الخارجية للولايات المتحدة أصبحت إلى حد بعيد قائمة على ما يقوله الرئيس، فهو الذي يعلن الحرب ويقر المعاهدات والاتفاقات الدولية، غير أن الرئيس ليس في استطاعته إدارة الشؤون الخارجية بمفرده لذا نجده يحيط نفسه بالعديد من الشخصيات والمؤسسات. وقد لاحظنا خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغيراً مثيراً للاهتمام في السياسة الخارجية الأمريكية من حيث محاولته الاستئثار بكافة السلطات وتهميش دور الكونجرس واستبعاد كافة المعارضين له في الرأي على نحو يكاد يقترب من مظاهر الحكم في الأنظمة الاستبدادية والشمولية.
The decision-making process in foreign policy differs from one state to another, depending on the nature and composition of the prevailing political system in that country. But despite this difference in the political organizations of countries, there are common points in foreign policy decision-making process regardless of the nature of the political system. These common points are represented in the participation of a large number of governmental and non-governmental agencies in this process. Governmental institutions consist of the executive authority and the subsidiary bodies that follow, such as ministries and public institutions, as well as the legislative authority and its various committees, while non-governmental institutions include political parties, interest groups, the media, and public opinion. However, during the decision-making process, the American administration shrinks the contradictions between the different entities and the views converge as much as possible. The power of the president in foreign matters is strong, its source is the authority granted to the president of the republic by the constitution. The foreign policy of the United States has become to a large extent based on what the president says, but the president is not able to manage foreign affairs alone. So we find him surrounding himself with many advisors and institutions. During the reign of US President Donald Trump, we noticed an interesting change in US foreign policy in terms of his attempt to monopolize all powers, marginalizing the role of Congress, and excluding all opponents of his opinion, in a way that almost approaches the aspects of governance in authoritarian and totalitarian regimes.
|