ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







في النقد المنهجي: الطيب تيزيني بين الموسوعية المعرفية والتماهي التراثي

المصدر: قلمون : المجلة السورية للعلوم الإنسانية
الناشر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة والجمعية السورية للعلوم الاجتماعية
المؤلف الرئيسي: الشوفي، جمال (مؤلف)
المجلد/العدد: ع9
محكمة: نعم
الدولة: تركيا
التاريخ الميلادي: 2019
الشهر: سبتمبر
الصفحات: 151 - 178
ISSN: 2548-1339
رقم MD: 1164433
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

34

حفظ في:
المستخلص: لا يمكن لبحث واحد أن يلم بمقتضيات العمل المعرفي الشاق الذي كرس له المرحوم الطيب تيزيني حياته الفكرية، ولا سيما أنه فيلسوف معاصر، امتلك القدرة على الضلوع في التراث العربي ونهضته، تفنيدا ونقدا، بسلسلة متعددة من الكتابات الموسوعية ذات الطابع الأكاديمي. إن الإقرار بأهمية مباحث الرجل ومرجعيتها التنويرية، في سياق فلسفي، لا يعني الاتفاق معه في كل ما رمى إليه من نتائج، ولا سيما المنهجية، بما هي أحد أهم الموضوعات الممكنة للنقد الإيجابي والسلبي في فكر تيزيني، وذلك بسبب المساحة المعرفية الواسعة التي تتيحها كتاباته، وخلاصاتها النظرية. وفي غرض هذا البحث سنقف على الثوابت المنهجية البحثية في فكر الطيب تيزيني، حيث تبرز المادية التاريخية "ماركسيا"، وقد فرضت قيودا منهجية في تتبعه الفكر العربي الإسلامي تراثيا، سواء بالتمسك بقراءة التراث بما هو ثابت في حضوره التاريخي، بحيث يفصح التراث عن نفسه حسبما أراده، ولكن بطريقة ممنهجة ماركسيا، أو من خلال بحثه الدائم عن نموذج الطبقة الوسطي حاملة لواء التغيير نحو الاشتراكية، وبالضرورة التوعية الأيديولوجية ودور الثقافة والتنويرية فيها؛ محاولا قراءة الأزمة البنيوية الوظيفية للفكر العربي المعاصر اللاتاريخي اللاتراثي، وتلافي الوقوع في نزعتي الأصالة- السلفية الفكرية، و"الحداثة" - الإمبريالية، الأمر الذي ألزمه عدم الانفتاح على فكر كوني، إضافة إلى تقديمه النزعة العربية القومية في حلقة صراع مثنوي هادم بين الداخل والخارج، يحيل على نزعة عربية التمركز من منظار إسلامي تنويري، في مقابلة نزعة أوروبية التمركز، أحالت على نوع من التصالحية التاريخية والمنهجية التسويغية لمساراته التاريخية؛ ليبرز سؤال منهجي آخر: ماذا عن التأثير الحضاري المتبادل؟ لماذا أخذ الغرب من فكر العرب بتراثهم العلوي على الرغم من أنهم كانوا غزاة "إمبرياليين" وفق النهج ذاته؟ ولم يتح الطيب أن نأخذ من الغرب سوى وجهه الغازي. إن التراث، والقومية العربية، والماركسية، باتت محاور عمل معرفية، وأدوات فكرية منهجية، شغلت هاجس الطيب تيزيني في مشروعه النهضوي التنويري، وجمعت بين طياتها وجدان الرجل المحب والمتسامح، ووسطيته التصالحية، بطريقة تحليلية تفصيلية، محمولة على جملة من الفرضيات المنهجية بمسلمات ثابتة لم يبرهن عليها، وأوجدت حالة من التماهي ببن التراث والمعرفة والمنهج، من دون الوصول إلى وضع تصور نقدي لها، وهذا ما يجعل النقد المنهجي ضرورة معرفية لازمة. فهل كانت نتائجه كما أراد وأجاد واجتهد؟ سؤال بحكم التاريخ والواقع سنحاول تناوله من زاوية منهجية تتعلق بالمسلمات التي بنى عليها الطيب ذاته. تبدو محاولات الطيب تيزيني الفكرية الأخيرة محاولة للخروج من حالة التماهي، هذه، إلى نموذج القراءة النقدية التي تستبق المشروع في أحقية دور الفلسفة في التقدم بطرحها، تلك التي ظهرت في أعماله الأخيرة التي حاولت الانتقال المعرفي خارج الفرضيات المنهجية التي أطرت مسيرة عمله الفلسفية التراثية، فكان أن اعترف بوحدة الوجود الكوني آخر أيامه، ولم يسعفه الزمن كثيرا للكتابة فيه.

ISSN: 2548-1339

عناصر مشابهة