ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







"نسوية إسلامية" أم مسلمات مدافعات عن حقوق المرأة المسلمة

المصدر: قلمون : المجلة السورية للعلوم الإنسانية
الناشر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة والجمعية السورية للعلوم الاجتماعية
المؤلف الرئيسي: عزيزة، طارق (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Azizeh, Tarek
المجلد/العدد: ع16
محكمة: نعم
الدولة: تركيا
التاريخ الميلادي: 2021
الشهر: يوليو
الصفحات: 205 - 224
ISSN: 2548-1339
رقم MD: 1166775
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

79

حفظ في:
المستخلص: يتناول البحث "النسوية الإسلامية"، فيعرف بها وبقضاياها الرئيسة، ثم يناقش منطلقاتها ومنهجها من منظور نقدي، لتبين مدى "نسوية" هذا التيار، وانسجامه مع جوهر الفكر النسوي، وما استقر عليه من موقف تجاه نظام الهيمنة الأبوي (البطريركي) بتمظهراته كافة. ذلك أن هذا الموقف محدد أساس في التمييز بين النضال والفكر النسوي، ونظيره النسائي الذي يمثل -في الغالب –توجها "إصلاحيا" ضمن النظام الأبوي نفسه، ما قد يأتي بنتائج عكسية، تكرس مرجعيات ذلك النظام، وتموه هيمنته بدلا من تقويضها. ومما تثار المناقشة بشأنه التناقض بين علمانية الفكر النسوي والحركات النسوية عموما، وعالميتهما، وتمسك “النسوية الإسلامية" بالمرجعية الدينية الإسلامية، وإن ترافق ذلك بنقد القراءات السائدة للإسلام، واقتراح قراءة بديلة. فإن إعادة قراءة نصوص الإسلام، وتأويلها لتنسجم مع حقوق النساء، تعد مشروعا مركزيا لـ "النسويات الإسلاميات"، للحد من حالة التمييز ضد المرأة، المكرسة بموجب "تفاسير ذكورية" للنص الديني، وفق اعتقادهن، مع تمسكهن بمرجعية النص نفسه، وتبرئته من شبهة الأبوية والتحيز الذكوري. تعتمد "النسوية الإسلامية" نهجا تأويليا يذكر بمحاولات مفكرين إسلاميين، سعوا إلى "الإصلاح الديني"، ومواءمة الإسلام مع متغيرات العصر عبر إعادة قراءة النصوص. فهذا المنهج ليس بجديد في السياق الإسلامي، غير أن "النسوية الإسلامية" جعلت قضية المرأة في مركز التفكير، حيث تحاول تفسير نصوص الإسلام وتأويلها من منظور "نسوي"، وهذا مشابه أيضا لمساعي كاتبات غربيات حاولن تفسير الكتاب المقدس من المنظور نفسه. و"النسوية الإسلامية"، إذ تتمسك بنصوص الإسلام الأساس (القرآن و"السنة الثابتة") منطلقا للنهوض بأوضاع المرأة و"الأسرة المسلمة"، تحمل "التفاسير الذكورية" وحدها مسؤولية التمييز ضد النساء، فلا تولي اهتماما جديا لعلاقة الإسلام بالنظام الأبوي الضارب جذوره في عمق التاريخ، والتارك بصماته في الأديان التي نشأت في كنفه جميعها. هنا تتركز مناقشة حقيقة نسوية "النسوية الإسلامية"، من منظور الموقف النسوي الصريح من النظام الأبوي نفسه، لا التحفظ الانتقائي على بعض نتائجه ومظاهره فحسب. لكن على الرغم من وحدة المرجعية الدينية، والحرص على الالتزام بها (مع اختلاف التأويل)، والدفاع عن "الإسلام" أمام القائلين بتحيزه ضد النساء، فإن تيار "النسوية الإسلامية" يواجه بالرفض والعداء من وجهة نظر إسلامية، وتنتقده ناشطات إسلاميات على أساس مرجعيته ذاتها. وما تحاوله "النسوية الإسلامية" بإعادة تفسير النصوص، يقابل بردود تستند إلى النصوص نفسها، ما يعني الدخول في حلقة مفرغة من التأويل والتأويل المضاد، والبقاء في أسر "المقدس" المعاد إنتاجه وتكريسه. ذلك كله يدفع إلى التساؤل عن جدوى التمسك بنهج كهذا، بدلا من الإبقاء على الدين في مجاله الخاص الشخصي والروحاني والتعبدي، والاحتكام إلى مواثيق حقوقية، وقوانين وفلسفات وضعية بلغة قانونية عصرية صريحة لا تحمل اللبس والتأويل، وتطويرها بوصفها حصيلة مئات السنين من نضال النساء من أجل الحرية والحقوق، بصرف النظر عن الدين، بما فيه من أثر سلبي للبعد الهوياتي/ الديني في النضال النسوي خصوصا، والحقوقي الإنساني عموما.

ISSN: 2548-1339