ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







القيم الأخلاقية المحمودة والقيم الأخلاقية المذمومة في سورة يوسف عليه السلام

المصدر: مجلة البحوث النفسية والتربوية
الناشر: جامعة المنوفية - كلية التربية
المؤلف الرئيسي: الخطيب، محمد إبراهيم مصطفى (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 24, ع 3
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2009
الصفحات: 52 - 75
ISSN: 2357-0628
رقم MD: 117494
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

481

حفظ في:
المستخلص: بعد هذا العرض للقيم المتضمنة في هذه السورة المباركة، والحُجة البالغة التي حققت الكثير من الفوائد والعبر، التي تنفع المسلم في دنياه وآخرته وتوصيه بالتمسك بالقيم الفاضلة المحمودة، التي أقرها الشرع الحنيف، وتجنب القيم المذمومة التي تُعد من معاول الهدم للشخصية المسلمة، وقد أبرزت السورة الكريمة عدة قيم محمودة (حسب استقراء الباحث) على المسلم أن يتمسك بها، وإن كان في بعضها العناء والمشقة، كما أبرزت عدة قيم مذمومة على المسلم أن يتجنبها، وإن كان ذلك صعباً عليه؛ لأنها تسري في نفسه سريان الدم في العروق، وهذا كله يهون ما دام الأمر في طاعة الله ومرضاته سبحانه وتعالى فقد أبرزت السورة الكريمة قيمة الصبر في عدة مواقع، والعبر المستفادة من ذلك إذا ابتلي الإنسان بمصيبة الصبر فاليصبر، واليعلم أن الأنبياء وهم أفضل الخلق ابتلوا بلاءً عظيماً فصبروا على المصائب دون جزع أو تشكي، قال الله تعالى على لسان يعقوب: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ واللَّهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (112).كما حثت السورة الكريمة المسلم الإكثار من الإستغفار على كل أحواله، فعن إبن عباس- رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "من أكثر من الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب" (113)، كما أن الدعوة إلى الله- عز وجل- من أعظم الأعمال الصالحة ومن أشرف مقامات العبودية للموحدين والمؤمنين وهي طريقة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن أراد الخير لنفسه ولمجتمعه فاليكن داعياً إلى الله- عز وجل- بالتي هي أحسن، وبالحكمة والموعظة، فسيدنا يوسف عليه السلام لم ينس الدعوة إلى الله حتى وهو في السجن، فكيف بمن هو حُرٌ يملك المال والنفس والصحة، قال تعالى: (إنِّي تَرَكـْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ، واتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إبْرَاهِيمَ وإسْحَاقَ ويَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ) (114)، لذا يجب على المسلم ألا ييأس في الدعوة إلى الله، بل يبذل جهده ويسأل الله التوفيق فيوسف- عليه السلام- لم ييأس من الدعوة إلى الله، وكان ثمرة ذلك اسلام إمرأة العزيز، فهي التي أرادت أن تكون سبباً لهلاكه، فكان سبباً في هدايتها.وتضمن البحث في هذه السورة الكريمة ابراز قيمة الصدق في كل ما تعرض له سيدنا يوسف- عليه السلام- لأن المسلم يستدر رحمة الله وعطفه بالصدق في القول والعمل وطلب الرحمة في دعائه، والإعتراف بالخطأ أمام الله، والوقوف أمامه موقف الذليل المنكسر، فعلى المسلم إن كان صادقاً أن يدرأ عن نفسه الشبهات والتهم بما يستطيع من قول أو فعل، ففي قصة يوسف وإخوته آيات لمن يسأل عن الصدق والتضحية والخوف من الله، فسيدنا يوسف- عليه السلام- أراد أن يُثبت براءته فرفض الخروج من السجن عندما دعاه الملك، وهذا يؤكد صدقه وصبره واحتسابه الأجر من عند الله سبحانه وتعالى، فنُعت بصفة الصديق قال تعالى: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِيقُ) (115)، وهذه أفضل منزلة بعد النبوة هي الصديقية، ومن الأمور التي أظهرتها هذه السورة الكريمة في هذه القصة الخالدة، العفو والصفح، وهي من الصفات المحمودة للمسلم، ولنا مع قصة يوسف- عليه السلام- وقفة، فهو صفح عن إمرأة العزيز وعفا عنها، وعفا عن إخوانه، وعفا- عليه السلام- عن كل شيء وصفح، فأتاه الله- عز وجل- عزا بسبب هذا كما صح عنه عليه الصلاة والسلام: "وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً" (116)، وقال الإمام أحمد- رحمه الله-: "تسعة أعشار حسن الخلق التغافل" فقد جُعل يوسف قدوة لنا في الدعوة إلى الله والصبر، والإحتساب والعفاف والعفو عند المقدرة، وقد قيل: أفضل عفو ما كان عند المقدرة، كذلك من صفة الأنبياء الكرام الصفح والعفو، وعدم ذكر الذنب والخطأ أو التعريض به، فالكريم يصفح وينسى الخطأ ولا يذكره، كما تضمنت السورة الكريمة جملة من النصائح والإرشادات على لسان يعقوب- عليه السلام- ومواقف كثيرة تدل على الأمانة، وقو الحق والإعتراف به والنهي عن البغضاء والحسد، والكذب، والكيد والمكر والإحتيال، ليستفيد المسلم من المفاهيم الإيجابية، ويستنكر المواقف السلبية ويعمل على الإبتعاد عنها وعدم ممارستها. وأخيراً وليس آخراً، فإن الباحث يوصي نفسه كما يوصي إخوانه المسلمين بتقوى الله وطاعته، والمحافظة على الأمانة التي إئتمننا الله عليها، والصدق مع الله، بالإعتماد عليه الواحد الأحد في كشف الضر، فلا ناصر ولا معين ولا معافي ولا مشافي، ولا خالق ولا رازق ولا معز ولا مذل ولا كاشف الهم إلا هو سبحانه وتعالى، وعلينا أن لا نشمت بالآخرين، ولنحمد الله، فيوسف- عليه السلام- لم يشمت بما حل بإخوته من فقر، وهم الذين ظلموه وعقوا أباهم به، ولنستعيذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن شر الحاسدين، ولنتوكل على الله ولا نتوكل على عبدٍ من عبيده، ونستغفر الله آناء الليل وأطراف النهار، لنا ولإخواننا المسلمين والدعاء لهم بظهر الغيب حتى يقال لنا، ولك مثل ذلك، وعلينا معشر المسلمين أن نأخذ العبرة والعظة من قصص القرآن الكريم؛ حتى تكون دافعاً لزيادة الإيمان عندنا قال الله تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لألي الألباب) (117)، والبعد عن إطلاق التهم جزافاً على الآخرين حتى يتضح الحق وتستبين الحقيقة، اللهم كما أسمعت آذاننا أن تُسمع قلوبنا، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ISSN: 2357-0628

عناصر مشابهة