ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







رؤى الدارسين المحدثين لجهود القدامى النحوية

المصدر: المؤتمر النقدي الثاني عشر لقسم اللغة العربية: الموروث النقدي العربي في قراءات المعاصرين
الناشر: جامعة جرش - كلية الآداب - قسم اللغة العربية
المؤلف الرئيسي: فليح، أحمد (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2009
مكان انعقاد المؤتمر: جرش
رقم المؤتمر: 12
الهيئة المسؤولة: قسم اللغة العربية ، كلية الآداب ، جامعة جرش
الشهر: نيسان
الصفحات: 40 - 55
رقم MD: 117602
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

104

حفظ في:
المستخلص: 1. للنحاة العرب جهود كريمة تحمد لهم في جمع اللغة، وتشخيص معطياتها، ثم إجراء الاستقراء، واستنباط القواعد. ويؤخذ عليهم في عملية الجمع الخلط بين مستويات الأداء اللغوي، إذ جمعوا بين مستوى الفصحى والفصيحة واللهجة، واللغية، والشاذ، والنادر، والقليل، والقراءات. فأقاموا نظريتهم على منهج لغوي ائتلافي فكثرت الأوجه، والمناكرات، والتدافع. 2. تخول العلماء القدماء اللغة بجدارة وكفاية إلا أنهم خلطوا في مناهج الدرس، فجلبوا إلى اللغة ما ليس منها، بالتأويل والتقدير، والحذف والعوامل المذكورة أو المقدرة، وهي عناصر لغوية مفترضة، مجلوبة من خارج النص، تشبه أن تكون افتئاتاً على النص، أو المدونة اللغوية. 3. النحو العربي مؤصل على نظرية متجذرة، وهي نظرية العمل والعامل، ولا يمكن التخلص من هذه النظرية، ولكن يمكن أن نوسع من قاعدة التحليل اللغوي في آليته، بتثمير نظريات لسانية حديثة، تسعف في تبين العناصر اللغوية، والمعاني النحوية. 4. النحو العربي في أصل نشأته فيه مظاهر وصفية متنوعة ملموحة في دراسات القدماء. 5. النحو العربي فيه رسيس من التوليدية التحويلية تنبه إليها القدماء في الأصالة والفرعية، وفي الحذف والزيادة، والتقديم والتأخير، وخلافها تنتظر إلى من يصوغها صياغة شاملة مقنعة. 6. النحو العربي العلمي حافل بالعلل النحوية، التي تغرق الدراسة وتشتته تحتاج إلى التخلص منها، ولا سيما العلل القياسية والجدلية، فهما أقرب إلى الفلسفة والمنطق، وربما نستقي العلة التعليمية وحدها، إذ هي سؤال مشروع يفتح باب التعلم بعقلانية، وإقناع. 7. ينبغي حذف التمارين الافتراضية، والأوجه المجتلبة بتعسف إذ هي ليست من واقع اللغة، وتفضي إلى خلافات تشتت الدارس، ويمكن استبقاء بعضها في النحو العلمي، الذي يتطلب في الدراسات العليا. 8. لقد استدرك المحدثون ألواناً من القيم في النحو العربي في كثير منها الخير، والنقد البناء، وفي بعضها رؤى تسعف في رأب الثلم، أو الضعف لدى القدماء، فينبغي أن يتوفر عليها صناع النحو ويدخلوها في محتوى الدرس النحوي. 9. على الرغم من كثرة الإضافات الحديثة لدى المعاصرين، سواء في المنهج أم المحتوى، أم في الأنظار الفردية الجزئية، فإن أحداً لم يصل إلى حد إنجاز نظرية لسانية عربية محدثة، تتوفر على القديم وتضم إليه الرؤى النحوية الحديثة، أو الملاحظ المستدركة، لذا مازلنا حتى اليوم نسير على مناهج القدماء في التحليل اللغوي، وما فتئ الناس يعلمون في المدارس، أو الجامعات، او أي موقع آخر، نظريات متقادمة مما يجسد أحد أمرين: إما الأصالة أو الثبات، وإما أننا لا نرغب في التحديد أو التغيير، وذهنيتنا تأباه ولا تميل إليه. 10. ثمة دعوات هدامة عالجت نواحي القصور في النحو العربي برؤى سلبية، منها الانتقال من الفصحى إلى العامية، أو الكتابة بالأحرف اللاتينية، تطلباً للسهولة والتيسير في الظاهر، أو التيسير في الطباعة، أو التخلص من الإعراب، وهي دعوات كيدية مرفوضة، ظاهرها الرحمة وباطنها الفساد والهدم. 11. على الدارسين المحدثين أن يحزبوا أمرهم، ويوحدوا مناهجهم، ويريحوا الدارسين، الذين هم في أمر مريح، بإقامة نظرية نحوية مطردة، تتخفف من البناء والإعراب، وتكتفي بالمعاني النحوي فنقول: فاعل مرفوع فقط واسم مجرور، والتخلص من التقدير والتأويل بترويج الجملة ذات الطرف الإسنادي الواحد، فليس كل فعل يحتاج إلى فاعل في اللغة. والتوسع في بعض المفاهيم النحوية فالمفعول لأجله قد يرد منصوباً أو مجروراً، والمبتدأ مرفوع أو منصوب أو مجرور. فلا نحجر واسعاً، وندني الناس من محجة التيسير والتسهيل. 12. جل البحوث التي ينهض بها أساتذة الجامعات، ويتكلفون لها جهوداً، وينحلونها مهمشة لا ينتفع بها، فما أحرى مؤلفي المناهج والخطط الدراسية والمدرسين أن يتوفروا عليها لتصحيح كثير من المفاهيم والانتفاع بالجديد الملائم. ولا يسعنا إلا أن ننحنى إجلالاً لرواد النحو العربي الذين جمعوا اللغة وأصلوا القواعد الصوتية، والصرفية، والنحوية بمصطلحات ما نفتؤ نرددها في زماننا، ونحمد لهم هذه الجهود الخيرة في التأصيل والتأسيس، وجهدهم إذ يذكر فيشكر، استغرق منهم أعمارهم وحياتهم كلها، فنسل منهم مصنفات ضخمة، على صعوبة عصورهم، ورزوحهم تحت ضنك العيش، وأثقال الحياة. فلم يقدر المحدوثون أن يضيفوا شيئاً ذا بال إلى أصولهم، وصنيعنا هو جلد الذات، والإلحاف في لومهم والتثريب عليهم، بل ينبغي الجدية في التجديد المستمر، والتيسير الحقيقي. والحمد لله أولاً وآخراً.