ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الأنساق الثقافية المضمرة في المقامات اللزومية لأبي الطاهر السرقسطي

المصدر: مجلة الأندلس
الناشر: جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف - مخبر نظرية اللغة الوظيفية
المؤلف الرئيسي: الحنوش، أنوار إبراهيم عزيز (مؤلف)
المجلد/العدد: مج7, ع30
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2021
التاريخ الهجري: 1442
الصفحات: 65 - 172
ISSN: 2357-0644
رقم MD: 1189823
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

37

حفظ في:
المستخلص: توقفت معظم الدراسات التي تناولت فن المقامة قديما، على أنه فن قصصي يعــتني بسرد الحكايات ووصف مجريات الأحداث الدائرة فيها بنمط يكاد يتكرر في كل واحدة منها، وبأسلوب جامع بين الجد والهزل والفكاهة والسخرية والخوض في الجدال والحوار بنوعيه مع الرسائل والخطب والأمثال والنوادر والملح وبين الوعظ والتوجيه وإسداء النصيحة وإرشاد الناس للقصد المطلوب فيها باعتبار، آن الغايات الأساس لفن المقامات وفقا للقراءات الأولى لها، كانت غايات قائمة على التعليم والتلقي، وعلى التسلية والإمتاع والترفيه عن النفس بما تحتويه من تفاصيل درامية ممتعة ومواقف هزلية مضحكة، أضف إلى ذلك، فالمقامة فن وصفي بارع في رسم المكان والحدث والشخصيات والطباع والعادات ونوازع النفس وما تحمل من مفارقات وتناقضات شتى من الخير والشر والتدين والانحراف والتيه والفوضى والتبصر في تدابير الأمور والبذل والبخل والزهد والضلالة وغير ذلك على هذه الشاكلة، وما ترسم هذه المعطيات في كل مقامة من المقامات، إلا باللغة الثرية والانتقاء اللفظي الجميل وفقا لقوالب السجع الإلزامية والتكلف باستخدام المحسنات البديعية والبيانية وعلى نطاق واسع فيها، ويدور كل ذلك على محورين، يقوم الأول على الحيلة واتخاذ الكدية وسيلة لها، فيما يعتمد الثاني على الراوي السارد للحدث والبطل الماكر المتمكن من استدرار عطف الناس واستمالة قلوهم بتصنع العوز والتظاهر بالإيمان سعيا لاستلابهم وحيازة ما يملكونه ولو على قدر ملء البطون وسلب الكسوة والمتاع والأعلاق والمقتنيات وغيره مما تجود به الفرص حسب انتهاز البطل للحدث، وحسب براعته اللغوية في إيهام الناس بصدق دعواه وفداحة شكواه. إن التوجه الجديد في دراسة فن المقامة الآن، لا يقف على عتبة هذه الحدود، بل يتخطاها إلى زوايا القراءات الثانية، وزوايا التناول الفكري والثقافي والحضاري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والديني لها، هي ليست مجرد حكاية تروى للناشئة عبر الخيال والإمتاع الذهني والآني في لحظة الانبهار باللغة والطرفة وسرد الحيلة، إنها نص يحمل إشارات مضمرة وخفايا نقدية مقنعة تحمل فكرا أدبيا جديدا على الساحة وخارجا عن المعتاد، فهو أدب مجتمعي رافض للواقع ومتمرد عليه بثورة نقدية ساخطة على ما جري من ظواهر ومفاسد مجتمعية ودينية وسياسية كان لها الدور الكبير في إفراز الطبقية وتفشي الفقر والبطالة بين الناس، بفكرة موجزة وقصة وهمية وسرد لحقائق مبطنة خفية، لذلك تعد المقامة انعكاسا لهوية البلدان وبصمة الإنسان وجغرافية المكان وهندسة المعمار وشرائح المجتمع ونمطية العيش وأسس التعامل وإدارة الحكم وتصريف القضاء وغيره الكثير من الحمولات المجتمعية والدلالية التي تحتاج إلى التقصي الدقيق والقراءات الأفقية الرصينة.

ISSN: 2357-0644

عناصر مشابهة