ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الذاكرة في الخطاب: الأنا والآخر ضمن الخطاب الإعلامي

المصدر: مجلة المجمع
الناشر: أكاديمية القاسمي -مجمع القاسمي للغة العربية
المؤلف الرئيسي: صديقي، محمد الناصر (مؤلف)
المجلد/العدد: ع16
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2021
التاريخ الهجري: 1442
الصفحات: 345 - 378
ISSN: 2077-3587
رقم MD: 1193324
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

12

حفظ في:
المستخلص: ربما يكون الأمر غريبا أن نتناول موضوع الآخر في الإسلام، وكيف وظفت الذاكرة في الخطاب بين المكونين الأساسيين "السنة والشيعة" باعتبارهما (الأنا والآخر) حسب مرجعيات النص العقدي لكل فرقة، وهو أساسا من إنتاج وصناعة لفيف من فقهاء وعلماء السلاطين بمرجعياتهم المختلفة؛ فالخط الأشعري السني باعتباره "الأنا" تكلس في ذاكرته عن الآخر الشيعي الرافضي المجوسي الصفوي الكثير جدا من روح الكراهية الممزوجة بذلك الخلاف الأول في الإسلام، وحتى سابق للإسلام بين بني عبد شمس وبني هاشم، وتواصل هذا الخلاف في الإسلام بين إجماع موال لمعاوية سمي بشيعة معاوية حسب المنقري في كتابه الموسوم "وقعة صفين"، وبين آخر حمل اسم شيعة علي. واستحضرت هذه الذاكرة بخطابها "المشيطن" لكلي خصم، والأخطر أن هذا الصراع المتأجج في أدبيات الفرق والتاريخ ظلت ناره متقدة حتى عصرنا الحاضر؛ فكلما أدلهمت الأحداث عملت غرف عمليات الفتن على تأجيجها، وكأننا نستحضر يوم السقيفة، ويوم الدار، والجمل، وصفين وكل تلك الأحداث المخضبة بدماء الضحايا من كلا الطرفين. خطاب الذاكرة على صناعة عدو، والأغرب أن المؤسسات الصانعة للأخر المتخيل اجتهدت في استحضار هذه الذاكرة والأخر في المتخيل. ففي الفترة الحديثة كلما تأزمت العلاقات بين النظامين الإيراني والسعودي يعمل كل طرف على توظيف الفضائيات بخطابها التصعيدي الإلغائي. فيصبح السنة عند الشيعة هم قتلة الحسين والغادرين بأبيه والناكثين لبيعته يوم غدير خم، وأما الطرف السني فيجعل من قضية مقتل عثمان وشتم الصحابة وأم المؤمنين قضيته الأساس، متناسين أن أصل المشكلة سياسي ولا علاقة له بالمقدس الديني. وتوظيف الذاكرة في هذه الأحداث والصراعات يزيد من إذكاء نار الفتن ويطيل العمر الافتراضي للأزمات خاصة بعد أن تأخذ بعدا قدسيا، وهذا الخطاب المدغدغ للمشاعر يجعل من العامة عبر وسائل الإعلام منحازة لأنظمتها ومتحالفة مع فقهاء السلطان بغض النظر عن أصل المشكلة السياسي، وهذه الحرب الإعلامية كانت أرض سوريا مجالا خصبا ومرتعا لها خاصة أن مكونات الشعب السوري طائفية مركبة من سبع عشرة طائفة. وهذه الورقة بما تطرحه من مشكل توظيفي للمقدس الديني في خطاب الذاكرة عبر الإعلام الفضائي أمثلة تابعتها عبر عينات شعبية متابعة للفضائيات الدينية والسياسية (تونس، مصر، الجزائر، العراق، سوريا، ليبيا) وغيرها من القنوات والدول العربية والإسلامية سواء في البرامج الدينية، أو السياسية أو حتى التاريخية في قناتي "الكوثر" و"اقرأ". فما هي أدوات وآليات عمل هذه القنوات في توظيف خطاب الذاكرة في أتون الصراعات؟ وكيف أسهم الخطاب الإعلامي في نشر ثقافة الكراهية وتبرير العنف الطائفي؟ ما هي أبرز النتائج المنبثقة عن استمرارية توظيف وشيطنة الآخر المختلق عبر هذا الخطاب؟

ISSN: 2077-3587