| المستخلص: |
يعد الاهتمام بالطفولة جزء رئيس من حاضر كل أمة ومستقبلها، وهو ما دفع الدولة إلى استحداث وتطوير المنظومة القانونية التي تكفل حماية حقوق الأطفال وتنشئتهم في إطار الكرامة الإنسانية، تماشيا مع الاتفاقيات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق الطفل بشكل خاص. والطفولة مرحلة من العمر تبتدئ من الميلاد حتى سن الثامنة عشرة1، وهذا التحديد القانوني لمفهوم الطفل، يتوافق مع تعريف الطفل في المادة الأولى من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بأنه " كل إنسان لم يتجاوز 18 سنة، ولم يبلغ الرشد قبل ذلك بموجب القانون المطبق عليه"، كما نصت باقي مواد هذه الاتفاقية على مجموعة من حقوقه التي تحفظه وتحميه من أي ضرر بصرف النظر عن عرقه أو لونه أو جنسه، أو عقيدته...إلخ. حيث تشكل حقوق الطفل وحمايتها جزء من حقوق الإنسان التي تراعي أعمارهم واحتياجاتهم الخاصة التي تختلف بدورها عن احتياجات البالغين، ضمن منظومة قانونية تعنى بتكريس حماية الطفولة باعتبارها مجموعة من الإجراءات التي تمنع حدوث الإساءة للطفل واستغلاله وإهماله، بالإضافة إلى العنف الذي يؤثر على، حسب ما ورد في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وجميع نفسية الطفل اتفاقيات حقوق الطفل، وكذا القوانين الوطنية المكرسة لحقوق الطفل2. علما أن الدين الإسلامي الحنيف كان سباقا لإقرار حماية الأطفال والقطع مع جميع أشكال الاعتداءات التي يتعرضون لها، إذ أولى لهم اهتماما منذ كونهم أجنة ومواليد وخلال مرحلة الطفولة، يقول عز وجل (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا)3، ويقول أيضا (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم)4 وعلى هدي الشريعة الإسلامية وإيمانا من المجتمع الدولي بأهمية الطفل والطفولة كمرحلة أولى في حياة الإنسان، بدأ الاهتمام بهذا الموضوع مع نهاية القرن19 وبداية القرن 20 خصوصا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وما سببته من آثار نفسية وجسمية على الأطفال، إذ بادرت عديد من الدول إلى الاعتراف بحقوق الأطفال والدفاع عنهم وحمايتهم، وذلك بسبب استغلالهم في الدول الصناعية وتعرضهم للخطر، لذا كان من المهم توثيق جميع حقوقهم والاعتراف بالظلم الذي يتعرضون له من خلال إصدار أول نص قانوني يلزم الجميع بحقوق الطفل وهو الاتفاقية الأممية لحقوق الطفل المؤرخ في 20 نوفمبر 1989 1، والتي صادقت عليها المملكة المغربية بتاريخ 21 يونيو 1993. 2 وهكذا ظهرت الإرهاصات الأولى لحقوق الطفل في النطاق الدولي مع صدور المواثيق الدولية الأولى لحقوق الإنسان3، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، في وقت كان فيه الاهتمام بالطفولة يدخل ضمن اهتمام شامل بحماية الأسرة باعتبارها خلية أساسية تتكفل بالرعاية الاجتماعية والتربوية والمعيشية والخلقية للطفل. وتبرز أهمية حماية الطفولة من خلال تعزيز حقوقهم وحمايتهم من كل أشكال إساءة المعاملة والإهمال والاستغلال والعنف على النحو الوارد في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وسائر اتفاقيات حقوق الإنسان والمعاهدات الإنسانية، وكذلك التشريعات والقوانين الوطنية4. فالقانون يبقى ذلك الملجأ الحمائي لهذه الفئة الضعيفة من المجتمع لضمان عدم المساس بها أو الإضرار بحقوقها، لاسيما في ظل سيادة مناخ عالمي يعتبر حقوق الإنسان الهدف المشترك الذي ينبغي تحقيقه، لكونها المحرك الأساسي للجهود التي تبذل على الصعيد الوطني أو الدولي وتنصيص المغرب في دستوره على ضرورة احترام هذه الحقوق كما هي متعارف عليها عالميا1. وامتثالا للأهمية القصوى والضرورة الملحة لحماية الطفولة، عمل المنتظم الدولي على إقرار مواثيق دولية عامة كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 والعهدين الدوليين، والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل سنة 1989. ووفاء من المغرب بالتزاماته الدولية عمد إلى إقرار حماية تشريعية للطفل عبر مختلف النصوص القانونية. وانطلاقا مما تقدم بيانه نثير الإشكالية الآتية: إلى أي حد وفق المنتظم الدولي والتشريع المغربي في توفير الحماية القانونية اللازمة للطفولة، للإجابة عن الإشكالية سنتناول هذا موضوع في مبحثين أثنين: المبحث الأول: المعايير الدولية لحماية الطفولة. المبحث الثاني: التشريعات الوطنية لحماية الطفولة.
With the development of the state and its interest in childhood as a major part of the nation's present and future, the need to create and develop a legal system that guarantees the protection of childhood rights and the upbringing of children within the framework of human dignity has emerged. This is in line with international conventions and treaties on human rights in general and children's rights in particular. Child rights and their protection are part of human rights that take into account their ages and their special needs, which in turn differ from the needs of adults. Therefore, child protection can be defined as “the set of measures that prevent child abuse, exploitation and neglect in addition to violence that affects the child’s psyche, as stated in The United Nations Convention on the Rights of the Child and all conventions on the rights of the child, as well as national laws devoted to the rights of the child. The true Islamic religion was the first to approve the protection of children and cut off all forms of abuse they are subject to, as it paid attention to them since they were fetuses, following the guidance of Islamic Sharia and the belief of the international community in the importance of the child and childhood as a first stage in human life. Interest into this issue began at the end of the 19th century and the beginning of the 20th century, especially after the end of World War II, and the psychological and physical effects it had on children. Many countries, then, took the initiative to recognize, defend and protect children’s rights, due to their exploitation in industrialized countries and their exposure to danger that’swhy it was important to document all their rights and recognize the injustice they are exposed to by issuing the first legal text obligating everyone tothe rights of the child, which is the Convention on the Rights of the Child on November 20, 1989. This agreement includes 54 articles which specify ta set of basic principles such as: non-discrimination between children and the preference for their interests in all decisions related to them, preserving their lives, growth and health care, in addition to their right to express their opinions in all matters related to them. The importance of protecting children emanates from promoting their rights and protecting them from all forms of abuse, neglect, exploitation and violence. Such rights are stated in the United Nations Convention on the Rights of the Child, other human rights conventions and humanitarian treaties, as well as national legislation and laws. In compliance with the paramount importance and urgency of protecting children, the international community has worked to adopt general international charters such as the Universal Declaration of Human Rights in 1948, the two international treaties, and the International Convention on the Rights of the Child in 1989. Morocco has adopted legislative protection for children through various legal texts in compliance with its international agreements. This paperaims at shedding light on this issue by trying to answer this question: To what extent do the international community and the Moroccan legislation succeed in providing the necessary legal protection for childhood?To answer thisquestion, this piece of research will be dividedinto two sections. The first will addressthe international standards for child protection. The second will be allocated to discussing the national legislation to protect children.
|
