المستخلص: |
يعد التاريخ للحركة العلمية والعقلية، حلقة مهمة من التاريخ العام، فالتاريخ ليس انتصاب فلان مكان فلان ملكا، وخلع آخر أو هلاكه، فحسب كما انه ليس مجرد سلسلة من الأحداث السياسية الممضية إلى نشوء الدول وزوالها ... انه كل مظاهر العمران البشري، من علوم واقتصاد وفنون وتفكير، وكل هذا معا يصنع حركة التاريخ الدائبة. وفي تاريخنا الإسلامي التليد، فانه من اجل ما صنع ملامحه، هو تطور الحرة المذهبية في الفقه والاعتقاد، منذ بدايتها في عصر الصحابة الكرام رضوان الله عليهم إلى ما بعدهم إلى يومنا هذا، ويعتبر المذهب المالكي من أكثر المذاهب الفقهية السنية التي لاقت قبولا وانتشارا في بلاد الغرب الإسلامي، حيث لم يكد يمر القرن الثاني للهجرة حتى كان المذهب المالكي يغمر بسناه المغرب والأندلس. وفي هذا السياق تأتي دراستنا هذه لتاريخ المذهب المالكي في الأندلس، فهدفنا إذن هو التعرف على إحدى حلقات تاريخنا، والاقتراب من ملاحظة الظاهرة، بقدر ما تتيحه هذه الصفحات المحدودة، وبقدر ما أتيح لنا من مصادر ومراجع، ولقد حاولنا ما في وسعنا إن نطرق إشكاليات كتيره، على رأسها ما تعلق بكيفية دخول المذهب المالكي إلى أرض الأندلس وتعليل انفراده بهذه البلاد، وهي الظاهرة المميزة لتاريخ الأندلس حقا. وفي سبيل ذلك، كان لزاما علينا أن نتعرف على بعض ملامح المذهب من خلال دراسة رجاله وطبقاتهم، مبتدئين بمن سبقوا إلى التأسيس من تلاميذ مالك، الذين عاصروه واخذوا عنه مباشرة متطرقين للكتب الرئيسة للمذهب والموسومة بالأمهات. على أن مدار موضوعنا، هو حول إشكالية انفراد المذهب بالأندلس، ودور الدولة في ذلك فتوسعنا بعض الشيء في ذلك، من خلال تحليلات وطروحات المؤرخين وغيرهم. ولكي تكتمل الصورة حالة المذهب في تلك الديار، عالجنا أيضا مسالة تقهقر المذهب ومال إليه من انحطاط، وما علة ذلك؟ وما ملامحه؟ وأخيرا كان من تمام هذه المقاربة، أن ندرس ظاهرة ثبات صرح المذهب أمام التحديات الفكرية والسياسية التي عرضت له، وشكلت طرا على حاضره ومستقبله، ثم كيف قدر على تجاوزها. وقد قسمنا عملنا هذا على أربع مباحث، جاء أولها متناولا للمذهب المالكي عموما، دون غوص في أعماق هذا المبحث مكتفين باكتشاف أهم قسماته. وذلك من خلال التعريج على حالة الأندلس المذهبية بعد الفتح، وعوامل تغلغل المذهب المالكي إلى تلك الديار، والتركيز على دور السلطة في تثبيته، أما المبحث الثاني فتكلم عن مصادره وطبقات فقهائه، وتطوره، وعالج المبحث الثالث مراحل تطور المذهب في الديار الأندلسية، وكذا انحطاط المذهب وتقهقره، وأما رابع المباحث فقد عنينا من خلال مطالبه، بدراسة أبرز التحديات التي وأجهها المذهب وأصحابه، وكيف وأجهها وانتصر فيها. وبعد... فهذا جهد المقل المعترف بقصوره وتقصيره، وتواضع بضاعته والله نسأل أن يسدد خللنا. والحمد الله من قبل ومن بعد.
Maliki is one of the most Sunni schools of jurisprudence that has been accepted and spread in the Islamic Maghreb, where the second century of migration was barely passing until the Maliki school was flooded with Magreb and Andalusi In this context. this study comes to the history of the Maliki school in west magreb in general and Andalousie in particular, so our goal is to identify one of the episodes of our history, and close to the observation of the phenomenon, as much as these limited pages, as much as possible sources and references We have tried what we can to address many problems on top of what is related to how to enter the Maliki school to the land of Magreb Islamic and explain his uniqueness in this country, which is characteristic of him In order to do so, we had to recognize some of the characteristics of the doctrine through the study of men and their classes, beginning with the definition of the owner of the doctrine and those who preceded the establishment of the students of the owner of God's mercy, who lived him and took him directly, the extremists to the main sources of the doctrine and tagged mothers. However, the scope of our topic is about the problem of the uniqueness of the doctrine in the Middle East and the role of the state in that. We have expanded somewhat in this, through the analyzes of studies and the opinions of historians and authors of translations and classes. What are its features? Finally, this approach was designed to study the phenomenon of the persistence of the doctrine in front of the intellectual and political challenges presented to it, and it constituted a danger to its present and future. This is the effort of the bastard, but it is from us that it is from God and His help, and that our Palace is the weakness of his leg deficit us, and thank God before and after
|