المستخلص: |
تعد الناقة امتدادا لشخصية العربي في الجاهلية، ووسيلة يغلب بها قوى الدهر المميتة، الناقة التي كانت تلازمه ملازمة الظل -إن صح لنا الزعم-، وهي حاضرة في شعره بمستوى علوقها بالنفس. ولما كان الشاعر العربي يتطلع دوما إلى الصورة المثال التي تخلق منه بطلا نموذجا يقوى على المواجهة وتأكيد الذات أما القوى السالبة، فإن هذه الناقة قد ظفرت لديه بكل العناية والاهتمام، إلى أن سعى إلى أن مشكل منها مثالا ضخما، بل نموذجا أعلى أفرغ فيه كل وسائل المقاومة، ومقومات الانتصار. فهل كان كل هذا الوصف مقصودا لذاته، أم أنه معبأ بمعاني ودلالات وأبعاد عميقة لها صلة بما يشغل فكر الشاعر الجاهلي ويسكن وعيه من قضايا تتصل بوجوده ومصيره، وإلى أي مدى استطاعت الناقة أن توحي بذلك؟. إن هذا ما سأسعى إلى الكشف عنه من خلال نموذج طرفة بن العبد في ملعقته باعتباره نموذجا متميزا في وصف الناقة.
The camel is an extension of the Arab character in the Jaahiliyyah, and a means that is dominated by the forces of the deadly age, the camel that was associated with the shadow- if true to us- and it is present in his hair at the level of its self-sufficiency. this camel has been given to him with all care and attention, until he sought to form a huge statue, All means of resistance, and the elements of victory, and to what extent can the camel to suggest that? This is what I will seek to reveal through the example of Tarfa ibn al-'Abd in his spoon as a distinctive example in describing the camel.
|