المستخلص: |
التنمية المهنية للقائمين على العملية التعليمية أصبحت أحد اهم مكونات العمل التربوي بشكل عام، نظرا لتضاعف أهميتها للمعلمين في الوقت الحالي، والذي قد يعزى لسببين رئيسيين: الأول نتيجة لتسارع وتيرة التجديد التربوي، والثاني يتعلق بتعقد العملية التعليمية التعلمية. وظهور أدوار وأبعاد جديدة للعملية التعليمية. ولما كان التدريب أثناء الخدمة أحد أهم محاور التنمية المهنية؛ فإن عدم فاعلية الجرعات التدريبية الوقتية أدت إلى ظهور توجهات حديثة للتدريب والتنمية المهنية؛ لعل أفضلها -حسب أدبيات هذا المجال -تلك المغروسة ضمن هيكلية المنظومة التربوية. (Fullan, 2001) ويبدو ان معظم الدول تدرك أهمية تمهين التدريس، والاعتناء بالمعلمين مهنياً لما لهم من أثر مباشر على سير العملية التعليمية، حيث إنهم يعتبرون إحدى أهم الركائز الأساسية لتطوير التعليم. فالتجديد التربوي الذي تمر به دول كثيرة حاليا بحاجة إلى زخم تدريبي مصاحب، وتنمية مهنية مستمرة، ومتنوعة المسارات، ويعزى فشل التطوير عالميا إلى قلة توقع الاحتياجات التدريبية للذين سيأخذون على عاتقهم تنفيذه. إذن، لقد أدى التطوير التربوي إلى تعريف التدريس، والدفع به نحو التمهن (Rosenholtz, 1991, p.213) لأن التدريس كمهنة يحتاج إلى توجه ورغبة جادة؛ لإطلاق مشاريع إصلاحية مستمرة، ومتواصلة لتنمية المعلمين مهنيا، وتنظيم التدريس كمهنة.(Fullan, 2001, p265) ومن هنا يمكن القول بأن المناخ أصبح مواتياً للشروع بجدية لتبني سياسات واستراتيجيات تدريبية، وتنمية مهنية قادرة على تلبية احتياجات الكوادر التربوية بحيث تتماشى مع نتائج البحث التربوي حول تعلم المعلمين أنفسهم. تركز هذه الورقة على التفاعل بين التنمية المهنية وفق التوجهات التدريبية الحديثة، ومتطلبات تطوير التعليم من التنمية المهنية للقائمين على تنفيذه. وهي -أي الورقة توطئ للنقاش عن طريق التطرق إلى مناهج التنمية المهنية وما تحويه من تطورات فكرية حسب معطيات البحوث التربوية أولا، ثم تناقش متطلبات تطوير التعليم البشرية والأدوار الجديدة للمعلم، وتنتقل إلى طرح التوجه الأمثل للتدريب والتنمية المهنية، وتختم بتقديم لمحة عن جهود وزارة التربية والتعليم في عمان في مجال التدريب والتنمية المهنية.
|