العنوان بلغة أخرى: |
Feminism in Contemporary Arab Thought |
---|---|
المؤلف الرئيسي: | جزراوي، لينا جميل صموئيل (مؤلف) |
مؤلفين آخرين: | الشياب، محمد خالد مفلح (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2017
|
موقع: | عمان |
الصفحات: | 1 - 171 |
رقم MD: | 1221858 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة دكتوراه |
الجامعة: | الجامعة الاردنية |
الكلية: | كلية الدراسات العليا |
الدولة: | الاردن |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تقول الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار في كتابها الجنس الآخر: "المرأة لا تولد امرأة، بل تصبح امرأة". مما يعني أن ثمة خلط قائم بين البعدين البيولوجي والاجتماعي في فهم المرأة وسلوك المجتمع تجاهها. وبناءا على هذا الخلط انطلقت النسوية بوصفها حركة لتحرير النساء من الصور النمطية المبنية على البعد البيولوجي، وبدأت معالم حقل معرفي جديد يتبلور، عنوانه (الفكر النسوي). أظهرت الدراسة في الفصل الأول بأن النساء منذ فجر التاريخ قد أدركن أن واقعا يحكمهن، ويتعامل معهن على أنهن معطى قبلي ثابت، وأن التجانس البيولوجي كاف للتعامل معهن على أنهن يحملن قيما اجتماعية، وثقافية موحدة. وبقيت هذه الصورة مسيطرة على الذاكرة والوجدان البشري لحقبات زمنية طويلة. كما أتضح أن صورة المرأة عبر التاريخ وفي الأسطورة لم يغادر المفهوم السلبي للأنوثة، الأمر الذي ولد إرهاصات النسوية الغربية وموجاتها المتتابعة، وأفرز معها مدارس فكرية معنية بهذا الشأن. في الفصل الثاني من الأطروحة تبين أن الفكر النسوي الغربي، قد تطور، وطور معه الأسس الفلسفية لفكر غربي في سياق التغير البنيوي في المجتمعات الغربية، وأثر على مكانة النساء مع تغير البنى الاقتصادية وما يتعلق بها من بني اجتماعية وثقافية. وظهر ذلك من خلال تتبع الموجات النسوية المختلفة، التي أعلنت جميعها أن المرأة تتعرض لاضطهاد وتمييز، وانصبت مطالباتها على تحسين واقع المرأة والحصول على حقوق التعليم والعمل والمشاركة السياسية، والتصدي إلى ما زرع في الوجدان والذاكرة من التراث اليهودي والمسيحي بأن المرأة هي أصل الخطيئة. ومع تطور الموجات النسوية، تطور الخطاب والمطالبات لتتجاوز الخطابات التقليدية، حتى ثمانينيات القرن العشرين حيث ظهر ما سمي بتيار ما بعد النسوية الذي اختلف عن الموجات السابقة برفضه الخطاب النسوي التقليدي، واعتبر أن فكره المساواة فكرة ذكورية، وأن الأنوثة ليست نقيض للذكورة وطالب بضرورة الحفاظ على الهوية الأنثوية. لقد أفرزت الموجات المتتالية مدارس مختلفة اتفقت جميعها في طرح السؤال حول أسباب الاضطهاد الواقع على المرأة، وأساليب مواجهته والخصم الذي على المرأة مواجهته كل من منظوره الأيديولوجي. فرأت الليبرالية أن الحل يكمن في إصلاح القوانين والتشريعات التي تميز ضد المرأة دون إصلاح جذري للنظام القائم، بينما رأت الماركسية أن لا حل دون ثورة اجتماعية تطيح بالبناء الفوقي والتحتي الذي يحكم العلاقات بين الجنسين. في الوقت الذي كان الرجل هو الخصم الوحيد الذي على المرأة مواجهته لاستعادة حريتها وحقوقها بحسب المدرسة الراديكالية، فيما ذهبت النسوية الاشتراكية إلى أهمية الاقتصاد في تشكيل العلاقات بين الرجال والنساء في المجتمع، وأن تبعية المرأة للرجل بالدرجة الأولى هي تبعية اقتصادية. أما مدرسة التحليل النفسي، فقد ربطت سلوك المرأة ومكانتها بغيرتها من امتلاك الرجل للعضو الذكري، الأمر الذي يسبب لها شعورا دائما بالنقص. ووصلت معالم الفكر النسوي الغربي إلى العالم العربي، فتأثر به الفكر العربي حيث أدرك مفكروه بأن فارقا حضاريا يفصل بين الشرق والغرب يتطلب التأمل، والبحث، وبدأت الأسئلة تطرح حول أوضاع النساء، وعلاقة المرأة بالنهضة مع رفاعة الطهطاوي، ومحمد عبده، وبطرس البستاني، وزينب فواز، وسلامة موسى، وقاسم أمين، والطاهر الحداد، وغيرهم، بوصفهم أصحاب مشروع إصلاحي وتجديدي. وتفاوتت خطاباتهم بين مؤيد للاجتهاد والتأويل، وبين مطالب للتماهي الكامل مع الحضارة الغربية، فنشطت الحركة الفكرية، وازدهرت، وطرحت القضايا النسوية للمناقشة والتداول. في الفصل الأخير من هذه الأطروحة تبين أن الخطاب النسوي المعاصر قد طرح من زوايا اختلفت عن عصر النهضة. لقد طرح الفكر العربي المعاصر من خلال كوليت الخوري، وفاطمة المرنيسي، وجورج طرابيشي، وعبد الله الغذامي، القضايا الجدلية التي تخص المرأة وعلاقاتها الاجتماعية داخل بنية الأسرة، وأصر خطابه النسوي على تقديم صورة المرأة الحقيقية كما هي في الواقع، والكشف عن علاقتها بمحيطها في سياقاته المختلفة الدينية واللغوية والسياسية والثقافية. ومن خلال التيارات الفكرية الثلاثة الماركسي ممثلا بنوال السعداوي، والليبرالي ممثلا بغادة السمان، والنقدي ممثلا بهشام شرابي توصلت الأطروحة إلى أن الفكر النسوي العربي لم تتبلور أسسه الفلسفية على نحو واضح المعالم بما يؤثر بشكل ملموس على واقع المرأة العربية، بالرغم من الزوايا المختلفة التي تناول فيها المفكرون قضية المرأة. وتبين أن الذهنية العربية، وقيمها ماتزال أسيرة للخطاب التقليدي الماضي، ولم تتجرأ بعد على مواجهته. وأن الخطاب النسوي المعاصر لم يتحرر بعد من هيمنة المشهد الثقافي العام، ومن مقولات الفكر الذكوري الثقافية واللغوية والدينية والسياسية العربية لينجح في وضع المرأة في المكانة التي تستحقها جنبا إلى جنب مع الرجل، ويخلق مساحة للحوار والنقاش والتداول، حتى يعمل على تغيير مضمون القيم بما يتناسب مع العصر الحديث. أخيرا يمكن القول بأنه مازال هناك الكثير من التحديات والمصاعب التي تواجه الفكر والثقافة العربية يجب تخطيها، ليأخذ الخطاب النسوي العربي مكانة بارزة في الثقافة العربية، ويؤثر بشكل ملحوظ على واقع المرأة فيه. |
---|