ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المؤرخون الفلسطينيون والمشروع الصهيوني في فلسطين (1917-1948 م.): دراسة تاريخية تحليلية

العنوان بلغة أخرى: Palestinian Historians and the Zionist Project in Palestine (1917-1948): Historical Analytical Study
المؤلف الرئيسي: القاسم، ديانا زياد عبداللطيف (مؤلف)
مؤلفين آخرين: ملحم، عدنان محمد (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2021
موقع: نابلس
الصفحات: 1 - 322
رقم MD: 1237936
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة ماجستير
الجامعة: جامعة النجاح الوطنية
الكلية: كلية الدراسات العليا
الدولة: فلسطين
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

116

حفظ في:
المستخلص: اعتمد المشروع الصهيوني في فلسطين على أربعة ركائز هي: الأيدلوجية التوراتية، والقومية، والعمل الصهيوني الدؤوب لهجرة يهود العالم إلى أرض الميعاد، ومصادرة الأراضي العربية بشتى السبل والغايات، وتهيئة الظروف والتحالفات السياسية المساعدة، وبناء مؤسسات صهيونية متكاملة؛ لتحويل هذه الركائز إلى حقيقة على أرض الواقع. ويبدو السؤال ملحا وهاما، كيف نظر، وراقب، وقيم الفلسطينيون تطور المشروع الصهيوني على أرض وطنهم وأبعاده ونتائجه؟ ولذا اختارت الباحثة مجموعة من المؤرخين الفلسطينيين، الذين عاشوا الحدث، وكانوا في الصف القيادي الأول من الحركة الوطنية الفلسطينية، وكتبوا تواريخهم ومذكراتهم من قلب الحدث، وأتون المعركة، وهم: محمد عزة دروزة (1887-1984)، وعارف العارف (1892-1973)، وعيسى السفري (1894-1949)، ومصطفى مراد الدباغ (1898-1989)، وأكرم زعيتر (1909-1996). وعرضت الباحثة رؤية هؤلاء المؤرخين الفلسطينيين ومواقفهم وآرائهم من المشروع الصهيوني في وطنهم منذ عام 1917م حتى موعد إعلان دولة إسرائيل 15 أيار 1948م، باعتبارهم شهادا على الحدث أولا، وصناعا ونقادا لآليات مقاومته، والتعامل معه ثانيا. عرض عيسى السفري ومصطفى الدباغ وأكرم زعيتر مطالب الحركة الصهيونية لإقامة المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين خلال القرن التاسع عشر، من منطلق أن اليهود شعب الله المختار، ووطنهم المقدس "فلسطين"، وقد تطور هذا المفهوم ليشكل حجر الزاوية في جلب أعداد كبيرة من اليهود من مختلف أنحاء العالم وإحلالهم بدلا من العرب الفلسطينيين. وتبين من الدراسة إجماع محمد دروزة وعيسى السفري ومصطفى الدباغ وأكرم زعيتر على أن الحركة الصهيونية بدأت تعمل على نقل اليهود إلى فلسطين بطرق مختلفة، وبدأت الهجرات الأولى بشكل سري عبر البواخر التي تصل ميناء حيفا، ولكن بعد الحرب العالمية الأولى عام 1914م أصبحت فلسطين تخضع لسلطة الانتداب البريطاني التي سهلت هجمة اليهود من مختلف أقطار العالم على فلسطين، ووفرت بريطانيا الحماية المطلقة للنواة الاستيطانية، مما أدى إلى مضاعفة الهجرة الصهيونية إلى فلسطين التي أخذت شكلا علنيا ومنظما بعد صدور وعد بلفور 2 تشرين الثاني 1917م، الذي يعد تعهدا من الحكومة البريطانية لليهود في إقامة الوطن القومي لهم على الأراضي الفلسطينية، فتم توسيع مستوطنة بتاح تكفا، وإقامة العديد من المستوطنات الجديدة، وتعزيز الوجود اليهودي الاستعماري في فلسطين، سواء من خلال تزويدهم بالسلاح أو تنظيم صفوفهم في منظمات إرهابية هدفها ترويع سكان المدن والقرى الفلسطينية وتوفير الحماية اللازمة لمستوطناتهم. وتابع عيسى السفري أعداد المهاجرين اليهود خلال عامي (1918-1938م)، فوصل عدد اليهود في فلسطين عام 1918م إلى 55 ألفا، وإلى 62 ألف مهاجر عام 1932م، وإلى 174 ألف مهاجر عام 1938م، فيما أشار محمد دروزة وأكرم زعيتر إلى أن عددهم قفز عام 1947م إلى 590 ألف يهودي، ثم ارتفع عددهم إلى 650 ألفا عام 1948م، في حين كان عدد الفلسطينيين 1.400.000 نسمة.

وأوضحت الدراسة أن موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتزايدها ترافقت مع التوسع في استيطان الأراضي والاستيلاء عليها، وأشار مصطفى الدباغ إلى أن المساحة التي استولى عليها اليهود حتى عام 1914م بلغت 420 ألف دونم، أقيم عليها 27 مستوطنة، وأشار عيسى السفري إلى أن مجموع ما بيع لليهود حتى نهاية عام 1931م بلغ سبعون ألف دونم، إلى جانب إنشاء 36 مستوطنة، وذكر عارف العارف أن مجموع الأراضي التي انتقلت إلى اليهود حتى عام 1945 بلغت 1.501.644 دونما، في حين ذكر محمد دروزة أن اليهود ملكوا حتى عام 1947م حوالي 1.082.000 ونذكر مصطفى الدباغ أن عدد المستوطنات خلال الأعوام (1939-1948م) وصل إلى 78 مستوطنة جديدة على مساحة مليوني دونم. وأبرز محمد دروزة وعيسى السفري ومصطفى الدباغ وأكرم زعيتر دور الفلسطينيين والعرب في مواجهة مخاطر الاستيطان والهجرة الصهيونية في وقت مبكر من خلال الحملات الإعلامية الصحفية، والمؤتمرات، والأحزاب، والجمعيات، ولكن سرعان ما تحول العمل النضالي السلمي إلى ثورات ومظاهرات شملت جميع فلسطين وأهمها ثورة موسم النبي موسى 1920م، وثورة يافا 1921م، وثورة البراق 1929م، ومظاهرة عارمة عام 1933م، وثورة عز الدين القسام 1935م، والثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939م)، بينما أبرز عارف العارف نشاط جيش الجهاد المقدس، وجيش الإنقاذ، والإخوان المسلمون في التربص لليهود وإيقاع أكبر الخسائر بجيوشهم. وتباين المؤرخون في عرضهم للحلول السياسية التي طرحتها جميع الأطراف "بريطانية، صهيونية، فلسطينية، عربية"؛ لحل القضية الفلسطينية كل من منطلقه ومفاهيمه، ورأى المؤرخون باستثناء عارف العارف أن من أهم المشاريع التي شكلت تطورا في المواقف السياسية لمختلف الأطراف مشروع لجنة بيل لتقسيم فلسطين عام 1937م، بينما اعتبر عارف العارف مشروع تقسيم فلسطين بين العرب واليهود وفقا لقرار 181 أي قرار تقسيم فلسطين الصادر في 29 تشرين الثاني 1947م من أهم المشاريع التي أثارت ضجة كبيرة بين الحركة الوطنية الفلسطينية والحركة الصهيونية. وعد المؤرخون المؤسسات العسكرية والتنظيمات شبه العسكرية من أبرز القواعد التي عنيت بتطبيق المخطط الاستيطاني الصهيوني وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم مثل منظمة الهاغاناة، والأرغون، وشتيرن، وليحي، وأطنب عارف العارف ومصطفى الدباغ في تتبع مجريات الأحداث التي بدأت بمهاجمة أهالي المدن والقرى الفلسطينية ومهاجمة المزارعين في حقولهم القريبة من المستوطنات، وتنفيذ الجرائم بحق المواطنين على الطرق العامة في أثناء تنقلهم، ومهاجمة القرى العربية الواحدة تلو الأخرى، وارتكاب المجازر المختلفة أشهرها "مجزرة دير ياسين، والقسطل، وناصر الدين"، الأمر الذي دفع العديد من المواطنين إلى مغادرة منازلهم ومدنهم وقراهم هروبا من بطش المجرمين الصهاينة، مما أدى إلى تحويل أكثر من نصف الشعب الفلسطيني إلى مشردين في معظم المدن والدول المجاورة، لتثبيت المقولة الصهيونية المزعومة "فلسطين أرض بلا شعب".