ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







معضلة النقل الديداكتيكي لدرس النحو بالكتاب المدرسي: التجربة المغربية

المصدر: مجلة العربية
الناشر: المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة - مخبر علم تعليم العربية
المؤلف الرئيسي: بازي، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع6
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2015
الصفحات: 105 - 129
ISSN: 9557-1112
رقم MD: 1239900
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

3

حفظ في:
المستخلص: انطلق تحرير هذه الورقة -ضمنيا- من ثلاث فرضيات: الأولى مفادها أن الملكات اللغوية تتحصل كليا بمعرفة القواعد النحوية. والثانية: الملكات اللغوية تتحصل باستضمار الأنساق عبر الاطلاع على النماذج اللغوية والأساليب البليغة. وأما الثالثة فتقوم على الاطلاع وتكرير الشواهد وحفظها لأي المقام الأول ثم تعزيز تلك المكتسبات بما هو ضروري وميسر من القواعد. سنعمل على التحقق من هذه الفرضيات -امتدادا لهذا الطرح- من خلال ما تقوم به بعض المراصد الخاصة بتقويم اكتساب الكفايات التواصلية، أو من النتائج الموثقة والمدونة التي تكشف عنها الاختبارات الكتابية الإشهادية في طور من الأطوار الدراسية، أو بالاعتماد على الروائز والتقويمات البدئية التي تنجزها بعض الأكاديميات في بداية السنة الدراسية، من منطلق أن محصلات هذه الدراسات هي نتاج تعليم اللغة العربية عبر كتاب مدرسي تقرره وزارة التربية الوطنية/ أو وزارة التعليم في بلد من البلدان العربية. قدمنا -هنا ولاعتبارات منهجية- قراءة مركزة في التوجيهات الرسمية لتدريس مادة اللغة العربية والكفايات المستهدفة تواصليا ومنهجيا وثقافيا واستراتيجيا وتقنيا. ثم توصيفا لمحتويات كتاب التلميذ في درس النحو، وتحليل مجالاته ومستويات النقل الديداكتيكي، وعوائق التنزيل، تصوريا وعمليا، وأخيرا وضعنا مقترحات واجتهادات وتصورات بديلة لتعليم ناجع لهذه اللغة. آملا أن يكون في هذا العرض فائدة للقائمين على البرامج ومناهج تعليم اللغة العربية ولكافة المعنيين بتدريسها، وتكوين الأطر العاملة في هذا المجال لبدء التفكير في تطوير تعليمها، ويمتد هذا المقترح إلى بلدان ومناطق أخرى. وأما أهم الخلاصات التي نود أن يبقى لها صدى في نفوس المهتمين بآليات اكتساب اللغة العربية -وهي تأكيدات أولية للفرضية الثالثة- أنه ليس بالنحو نتعلم اللغة العربية، لكن بالاطلاع على النماذج والأمثلة وسماع الأساليب والعبارات البليغة، والتمرن على التركيب، وتكرير البنيات الفصيحة والأنساق السليمة، والحفظ والضبط. ولذلك لا ينبغي حشو ذهن التلميذ بكثرة القواعد، والإفراط في تعليمها، بل تدرسيها تدريسا معتدلا ميسرا يرتبط بالمعاني وتذوقها حتى تحصل لذة التعلق بالنحو وإدراك فائدته، ومن ثمة فالمقررات المدرسية في حاجة إلى إعادة بناء وفق استراتيجية الإكثار من النماذج النصية المناسبة لكل مستوى، وتحريك آليات القراءة الحرة، والتشجيع عليها، وتخصيص حصص لحفظ نصوص قصيرة مختلفة، وتوظيف النحو في فهم النصوص وتفهيمها بلا إفراط ولا تفريط، أي ربط القاعدة النحوية بالمعنى لأن المعنى هو لذة الفهم ووسيلة لضبط القاعدة، وعدم قصر هذا الدرس على المراحل الأولى من التعليم، بل جعله منهجا ملازما لطالب اللغة العربية في سائر مراحل تعلمه. هذه التجربة الطويلة مع الكتاب المدرسي للغة العربية على امتداد أربع عقود كانت كفيلة - في تصوري على الأقل- بتكوين مبادئ وقناعات ومقترحات لبناء درس اللغة العربية في الكتاب المدرسي، ولكيفية تأليفه والتعامل معه. إن نظرية اكتساب اللغة بالنماذج والاطلاع على البنيات الفصيحة هي خلاصة تجربة علمية وعملية في تعلم هذه اللغة العظيمة وفي تعليمها وأصدق الحقائق ما قام على الملاحظة والتجربة، ثم التجريب على مستويات أوسع، وقد حان الوقت لبسط هذا التصور عسى أن يقتنع أهل الاختصاص بتغيير استراتيجية النقل الديداكتيكي لدرس النحو في المناهج والبرامج التعليمية الخاصة باللغة العربية، وتبعا لذلك سيتخذ تعليم هذه اللغة وتعلمها منحى ميسرا قائما على الذوق ولذة التحصيل. والله الموفق للحق والصواب.

ISSN: 9557-1112