العنوان بلغة أخرى: |
Scientific Situations in Al-Andalus during Emirate Era, and Relations with Both Almaghreb, Al-Mashreq (138-316 A.H./756-928 A.D.) |
---|---|
المؤلف الرئيسي: | ياسين، معالي محمد علي (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Yasin, Maali Muhammad Ali |
مؤلفين آخرين: | القبج، عامر أحمد (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2017
|
موقع: | نابلس |
الصفحات: | 1 - 225 |
رقم MD: | 1242569 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة ماجستير |
الجامعة: | جامعة النجاح الوطنية |
الكلية: | كلية الدراسات العليا |
الدولة: | فلسطين |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
بعد استقرار أعمال الفتح الإسلامي، أصبحت بلاد الأندلس مزيجا من العناصر العرقية المختلفة التي اتصلت مع بعضها بالمصاهرة أو الجوار أو الحرب، ما أدى إلى تكون مجتمع أندلسي له مميزاته وصفاته الخاصة، ومرت الحضارة الإسلامية في بلاد الأندلس بأطوار مختلفة خضعت خلالها لمؤثرات فكرية محلية بحكم خصوصية البيئة الداخلية، كما أنها خضعت أيضا للمؤثرات الفكرية والثقافية والعلمية المغربية والمشرقية، لأن بلاد الأندلس كانت على الدوام تشكل جزءا أصيلا من العالم الإسلامي وتاريخه وحضارته. واهتم الأندلسيون بالعلم والتعليم بتشجيع من أمرائهم؛ فأخذوا يقبلون على الكتاتيب ودور العلم، لتربية أبنائهم وتعليمهم منذ نعومة أظافرهم، ولم يكن التعليم عندهم مقصورا على الذكور؛ بل شمل الإناث أيضا، وتدرجوا في المراحل التعليمية ووضعوا المناهج الخاصة بها. ولعل من أهم العلوم التي أهتم بها الأندلسيون؛ العلوم الدينية وبخاصة علوم القرآن كعلمي القراءات والتفسير، واهتموا بعلم الفقه فنقلوا إلى الأندلس المذهب المالكي على يد الغازي بن قيس، وزياد بن عبد الرحمن اللخمي الملقب بشبطون، وعلى الرغم من ظهور مذاهب أخرى كالمذهبين الشافعي والظاهري؛ فإن المذهب المالكي كان صاحب السيادة في البلاد، وأما علوم اللغة العربية وآدابها وفنونها فأولاها الأندلسيون اهتماما كبيرا، فجلبوا الكتب الأدبية مرن المشرق، الأمر الذي أسهم في تطور علوم اللغة والنحو والتأليف فيهما، أما الشعر في تلك الفترة فقد تأثر بشكل كبير بالشعر المشرقي، وقد ظهر هذا واضحا جليا في كتابات العديد من الشعراء الأندلسيين، ولما استوى الشعر على سوقه؛ ظهرت فنون الموشحات والأزجال والغناء، ونتيجة لهذا كله فقد ظهر فن الغناء بصورة واضحة، وترافق ذلك مع انتشار فئة الجواري والمغنين، وبخاصة بعد استقدامهم من بلاد المشرق، فاصطبغت الفنون الأندلسية بألوان حجازية وعراقية، وممن أسهموا في ذلك علي بن نافع الملقب بزرياب خلال عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط (206-238هـ/ 822-852م). وأما العلوم الطبية في عصر الإمارة فقد اعتمد الأندلسيون فيها في أول الأمر على الكتب المترجمة عن النصارى، ثم دخلت التأثيرات العلمية من المشرق إلى الأندلس في منتصف القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي عن طريق الطبيب يونس الحراني الذي وفد إليها في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط، كما أسهم الأندلسيون في علمي الرياضيات والفلك، ونبغ فيهم العالم والكيميائي عباس بن فرناس أول من حاول تقليد الطيور في الطيران. وكان للأندلسيين اسهامات في كتابة تاريخهم منذ الفتح، رغم سيطرة الخرافات والأساطير على الكثير من هذه الكتابات، ولعل أبرز من نبغوا في هذا المجال عبد الملك بن حبيب السلمي، أما الاهتمام بالفلسفة فكان ضعيفا، وذلك لاتهام من يشتغل بها بالكفر والزندقة، وعلى الرغم من ذلك فقد ظهر محمد بن مسرة الذي رحل إلى المشرق ودرس على يد كبار الفلاسفة، وعاد إلى الأندلس لينشر فيها مذهبه الفلسفي، إلا أنه تعرض للملاحقة والتضييق. وتبادل الأندلسيون العلاقات العلمية مع أقطار بلاد المغرب والمشرق، ولما كانت بلاد الحجاز، وبخاصة مكة والمدينة، من أهم مراكز العلم والثقافة الدينية والفكرية في العالم الإسلامي، فقد شكلت القبلة الأولى بالنسبة لعلماء الأندلس، ففي هاتين المدينتين ظهرت أولى مدارس العلم، وانتقلت مؤثراتهما وخصائصهما الدينية والمذهبية إلى الأندلس، فانتشر مذهب الإمام مالك بن أنس في بلاد المغرب والأندلس، ومما ساعد في ذلك؛ الرحلات العلمية التي قام بها الفقهاء الأندلسيون إلى الحجاز وبلدان المشرق الإسلامي. ومن ناحيتهم لعب العلماء المصريون دورا كبيرا في صياغة وتشكيل المنظومة الفقهية في الأندلس، وبخاصة بعد أن اضطلعوا بدور كبير في وضع أسس المذهب المالكي وقواعده، نقلا عن علماء الحجاز، خاصة وأن البلاد المصرية تقع على طريق الرحلة من الأندلس إلى بلاد المشرق، ومن ناحية أخرى أسهمت العلاقات العلمية والثقافية بين الأندلس والمغرب في تطور الحياة الفكرية وازدهارها في كلا البلدين. وأخيرا؛ فإن بلاد الأندلس لم تتأثر في بداية عصر الإمارة بفكر العراقيين وثقافتهم بسبب الصبغة الشامية التي اصطبغت بها حياة الأندلسيين بفعل سياسة الأمير المؤسس عبد الرحمن الداخل (138-172هـ/ 756-788م) ولم يبدأ الفكر العراقي بالتسلل إلى الأندلس إلا في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط، بسبب شغفه بالعلم واهتمامه بالعلماء الوافدين إلى بلاده من مختلف أقطار العالم الإسلامي. |
---|