المستخلص: |
قد لعبت ندوة العلماء دورا رياديا في ترويج اللغة العربية ورفع مستواها ونشرها في شبه القارة الهندية وقامت بنفي ظن الناس عامة والطبقة المتعلمة خاصة عن اللغة العربية بأنها لغة دينية أثرية قديمة تنحصر بين كتب العلوم الشرعية فحسب، بل أعلنت -وكان هذا الإعلان الصارخ في وقت تعيش فيه اللغة العربية بعيدة عن معترك الحياة في الهند وكان المسلمون الهنود يرون كفاية في قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية وفهم النصوص المدونة بالعربية -بأن اللغة العربية هي لغة متدفقة بالقوة والنشاط والحيوية، وهي لغة السياسة والحضارة والثقافة والاجتماع والمدنية، ولغة المسلمين الرسمية في جميع أنحاء المعمورة، فيلزم إعطاء اللغة العربية نصيبها من الاهتمام والتقدير، وتوفية حقها في المنهج الدراسي. وتحقيقا لهذه الثورة الأدبية اتجهت عناية أبنائها إلى توسعة نطاق اللغة العربية وتطوير المنهج الجديد الكامل في كافة العلوم الإسلامية وخاصة في العلوم العربية من النحو والصرف والبلاغة والأصوات والدلالة التي حظيت بالقبول في الأوساط العلمية والثقافية والأدبية. نظرا لإسهاماتهم الجديرة بالذكر في علم اللغة العربية في الهند سيقوم هذا البحث إلى دراسة وإبراز المتخرجين من جامعة ندوة العلماء العريقة التاريخية في خمسة مباحث: سيعالج المبحث الأول مجهودات أبناء ندوة العلماء في علم الأصوات العربية، بينما يتناول المبحث الثاني مؤلفات تتضمن مباحث علم التصريف وما يتعلق به بالدراسة والتحليل، وأما المبحث الثالث فهو في إنتاجات الندويين في علم الدلالة والمعجمية العربية والبلاغة، والمبحث الرابع يهدف إلى عرض محاولات المتخرجين من هذه الدار في النحو العربي، ولكني حذفت المبحث الرابع مخافة الطوالة، وأما الخامس والأخير فهو في الخاتمة.
|