| المستخلص: |
كان الأردن وما يزال في مقدمة الدول العربية الذي يبادر في حل الأزمات التي تحصل بين الدول العربية- رغم إمكاناته المحدودة- فعندما بدأت الأزمة العراقية الكويتية عام 1990 بذل جهودا دبلوماسية كبيرة لحلها، لاسيما وإن حدوث هذه الأزمة كان محصلة طبيعية لغياب الديمقراطية وأن الأنظمة الحاكمة هي أنظمة فردية وسلطوية؛ حيث يحتكر الحاكم السلطة احتكارا مطلقا، ويتخذ قرارات عشوائية مدمرة ليست في صالح الأمة، وهذا ما جعل الأردن من خلال ملكها الحسين بن طلال يذل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة سلميا دون زج المنطقة في متاهة غير مسؤولة؛ وهذا نابع من هاجس الأردن البيئي الذي ظهر واضحا في الخطاب الذي ألقاه الملك الجسين في مؤتمر المناخ العالمي عام 1990، صور من خلاله قناعته المطلقة بعدم وجوب احتلال الغير بالقوة وضرورة حلها من خلال التفاوض السلمي أو اللجوء إلى القوة العسكرية العربية المشتركة. تسعى الدراسة إلى تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في الإلية التي اعتمدتها الأردن في حل الأزمة. باستخدام المنهج التاريخي الوصفي والتحليلي. تم تقسم الدراسة إلى مقدمة وبحثين وخاتمة: الأول بعنوان: بوادر تدهور العلاقات العراقية-الكويتية وجهود الأردن الدبلوماسية لحل الأزمة انطلاقا من إيمان الأردن بضرورة حفظ الأمن العربي وحقن الدماء العربية وهذا ماكده الملك الحسين بن طلال في الكتاب الأبيض قائلا: "لم نترك بابا لم نطرقه ولا طريقا لم نسلكه من أجل تمكين أسرتنا العربية من الوقوف مع أزمة الخليج وحلها داخل بيتنا العربي". والمبحث الثاني عنوانه: جهود الأردن الدبلوماسية بعد عقد قمة بغداد في أيار 1990م لحل الأزمة بين العراق والكويت، من خلال اعتماد الأردن مفهوم التوازن والحفاظ على مركزه والتزامه بالنهج العربي وفقا للشعار "فلنبني هذا البلد" ولنخدم هذه الأمة". وهذا ما يدفعنا للقول إن الأمة العربية تحتاج إلى قيادة عربية تؤمن بفكرة القومية العربية والتمسك بها والقدرة على تجاوز المحن واعتماد نهج الوسطية في السلوك السياسي مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).
Jordan was and still is at the forefront of the Arab countries that take the initiative to solve the crises that occur between Arab countries - despite its limited capabilities- when the Iraqi-Kuwaiti crisis began in 1990, it made great diplomatic efforts to solve it, especially since the occurrence of this crisis was a natural result of the absence of democracy and that the ruling regimes They are individual and authoritarian systems, where the ruler has an absolute monopoly on power, and makes arbitrary, destructive decisions that are not in the interest of the nation, This is what made Jordan, through its King Hussein bin Talal, humiliate diplomatic efforts to resolve the crisis peacefully without dragging the region into an irresponsible labyrinth In 1990, he portrayed his absolute conviction that the occupation of others by force is undesirable and the necessity of solving it through peaceful negotiation or resorting to the joint Arab military force. The study seeks to achieve the main goal of the mechanism adopted by Jordan to solve the crisis, using the historical, descriptive and analytical method. The study was divided into an introduction, two papers and a conclusion: The first is entitled: Signs of the deterioration of Iraqi-Kuwaiti relations and Jordan’s diplomatic efforts to resolve the crisis, based on Jordan’s belief in the need to preserve Arab security and spare Arab blood. There is no path that we have not taken in order to enable our Arab family to stand with the Gulf crisis and resolve it within our Arab home.” The second topic is entitled: Jordan's diplomatic efforts after holding the Baghdad Summit in May 1990 to resolve the crisis between Iraq and Kuwait, through Jordan's adoption of the concept of balance, maintaining its position and commitment to the Arab approach, according to the slogan "Let us build this country" and serve this nation.
|
