| المستخلص: |
تهدف هذه الدراسة إلى دراسة وتحليل واختبار العلاقة بين المسؤولية الاجتماعية للشركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة فلسطين للأوراق المالية وممارسات التجنب الضريبي، وما إذا كانت الشركات المسؤولة اجتماعيا تعتبر أقل عدوانية من الناحية الضريبية مقارنة بغيرها من الشركات الأقل التزاما بمسؤوليتها الاجتماعية، ويتم ذلك من خلال قياس مدى تبني هذه الشركات لجميع أبعاد المسؤولية الاجتماعية (البعد الاقتصادي، والبعد القانوني والبعد الأخلاقي والبعد الإنساني). وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وتم تحليل بيانات 48 شركة مدرجة في بورصة فلسطين للأوراق المالية خلال الفترة (2006-2018) وقد أظهرت الدراسة نتائج أهمها أنه يعتبر مفهوم المسؤولية الاجتماعية مفهوما مثيرا للجدل يكتنفه الغموض. وما زال محل دراسة واهتمام في مجال الفكر المحاسبي. وهناك اتجاهات متباينة في تحديد مجالات المسؤولية الاجتماعية للشركات وتبويبها في مجموعات متجانسة، ويمكن إرجاع السبب وراء ذلك إلى أن تلك الأنشطة الاجتماعية تتصف بطبيعتها المتغيرة، ويتضمن التجنب الضريبي استخدام الشركات لأساليب مشروعة قانونا تهدف إلى تخفيض مقدار الضريبة المستحقة عليها دون الالتجاء إلى أية عمليات مخططة، وتستخدم إدارة الشركات أساليب الالتجاء لأية عمليات مخططة، وتستخدم إدارة الشركات أيضا سياسات واستراتيجيات تؤدي إلى تخفيض العبء الضريبي واجبة الأداء قدر المستطاع بما لا يخالف أحكام القانون الضريبي، وذلك من خلال ترتيب الأمور المالية ومعالجتها بطرق تؤدي إلى تخفيض ذلك العبء ويعتبر التجنب الضريبي سلوك غير أخلاقي بالرغم من أنه قانوني ومشروع. وإنه في ظل تنامي الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية للشركات والتي أصبحت جزء من استراتيجيات الشركات للتعامل مع المجتمع والبيئة المحيطة إلا أن المسؤولية الاجتماعية للشركات المدرجة وخصوصا في الجانب الإنساني ما زالت دون المستوى المأمول، ويجب التوعية في وسائل الإعلام المختلفة بأهمية الإيرادات الضريبية في تمويل الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتمويل مشروعات البنية التحتية، وأن سداد الضرائب هو جزء من المسؤولية الاجتماعية لكل شركة، ويجب أن يكون للإدارة الضريبية موقف وممارسات إيجابية تجاه الشركات المساهمة التي تتبنى المسؤولية الاجتماعية من خلال تشريعات وإجراءات مثل إعفائها من الضرائب وغيرها من التسهيلات مقابل مساهمتها الاجتماعية.
|
