المستخلص: |
تتناول هذه الورقة مسألة إنشاء المكتبة الرقمية العربية كامتداد لإفرازات مجتمع المعلومات وتطبيقات التقنيات الرقمية في الحقل المكتبي, حيث نرى العالم اليوم يتجه نحو التكتل, والاتحاد في شتى المجالات, الاقتصادية والاجتماعية, والصحية وغيرها من أجل معالجة القضايا المصيرية للأمم والشعوب. وهذا أيضا ما ينطبق على الحقل المعلوماتي, فقد أتاحت تقنية الإعلام الآلي والاتصال الفرصة لمعظم الدول التوجه إلى عالم المعلوماتية؛ من خلال توحيد الجهود والإمكانات لتجميع المعلومات وتداولها على مستوى أوسع. وإذا ما بحثنا عن الوعاء الذي سيحضن هذا التوجه فحتماً سنصل إلى المكتبة التي ما فتئت تتخذ أشكالاً وأنواعاً, تختلف بحسب التقنية المستخدمة ونطاق ذلك, إذ يمكننا الإشارة هنا إلى المكتبة الإلكترونية ، والمكتبة الرقمية ، والمكتبة الافتراضية عن بعد، والمكتبة الهجينة وغيرها من التسميات الأخرى، والتي غالبا ما تستخدم على نطاق فردي دون تخطي حدود المجتمعات المحلية . غير أن التوجهات العالمية الحالية نحو التكتلات المكتبية في شكلها الجديد يضعنا أمام تحد كبير, يتمثل في ضرورة مجاراة المد ألمعلوماتي العالمي؛ من خلال توحيد الجهود العربية في هذا المجال بغية الوصول إلى إقامة مكتبات عربية موحدة المنهج والمجموعات والكفاءات بقصد إنشاء المكتبة الرقمية العربية . وعليه فإن دراستنا هذه تتطرق إلى أسس ومعايير إنشاء المكتبة الرقمية العربية وفقا لواقع وطبيعة وخصائص المجتمع العربي من جهة, والإمكانات التي تتمتع بها معظم الدول العربية لتطبيق هذا المشروع من جهة ثانية, مع الإشارة إلى بعض الصعوبات والمعوقات التي قد تعتري هذه المهمة .
|