المستخلص: |
لقد أدت التغيرات السريعة في تقنيات المعلومات، والإعلام، والاتصال، والانتشار الواسع للتعليم، وبخاصة، ما أصاب منها، مهنة المكتبات والمعلومات، إلى تطور المكتبات، وانتقالها من المجال التقليدي، إلى المجال الرقمي، لتصبح المكتبات الرقمية منتشرة في أرجاء دول العالم المتقدم، حيث الإمكانات الهائلة للتعامل مع التقنيات الحديثة. أما في الدول النامية، وبينها الدول العربية، بطبيعة الحال، فمازال إنشاء مثل هذه المكتبات في بداياته، تعترضه الكثير من العقبات، المادية منها، والبشرية، علماً بأن العديد من هذه الدول، حققت تقدماً ملحوظاً في هذا المجال، بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة، والجهود المبذولة. أما في الجزائر، فهي تقدم للأسف ببطء، في هذا الاتجاه، وتعد مكتبه د. أحمد عروة الجامعية بجامعة الأمير عبدا لقادر للعلوم الإسلامية، أولى المكتبات الجامعية التي بادرت، بإمكاناتها المتواضعة، إلى إنشاء مكتبة رقمية، من خلال مشروعها الفتي الذي انطلق سنة 2002، وعليه تحاول هذه الدراسة الوقوف على عوامل ظهور المشروع ومراحل إنجاز وتنفيذه، مع محاولة التعرف على مدى استفادة أعضاء الهيئة التدريسية، من خدمات هذه المكتبة، وسهولة التعامل معها، ومساهمتهم فيها. وتهدف الدراسة إلى التعرف على العوامل والأسباب التي أدت إلى تأخر ظهور مشروعات المكتبات الرقمية بالعالم العربي عموماً والجزائر خاصة وما تعانيه من صعاب قد ترجع بالدرجة الأولى كونها مادية أكثر من أن تكون تقنية أو تشريعية، فتكلفة هذه المشروعات تكلف ميزانيات باهظة، واستثمار غير مضمون، كون الخوض في مثل هذه التجارب لا يمكن التنبؤ بإمكانيات نجاحها، ومنه صرف الاعتمادات المالية اللازمة، على الرغم من التأكد من نجاح تجارب الدول المتقدمة في مشروعات رقمنة أرصدتها الوثائقية وغير الوثائقية، وتجاوزت مشكلات حقوق الملكية الفكرية التي كثيراً ما أحبطت المشرفين على المكتبات الجامعية وكذا الهيئات الوصية، كما أن للصعوبات الفنية أثر بالغ في تقاعص المكتبات الجامعية عن السير تجاه التحول من الأسلوب التقليدي الورقي إلى الأسلوب الإلكتروني سواء من ناحية الممارسات الفنية أو من حيث الخدمات التي تعزم تقديمها لجمهور مستفيديها الذي تكاد تجهل احتياجاته الفعلية من مصادر المعلومات الإلكترونية، فدراسة احتياجات المستفيدين المحتملين من المكتبة الرقمية وكذا دراسة مدى وعي وإدراك واستعداد القائمين عليها من ناحية المؤهلات المادية والبشرية التي رصدت قصد القيام بهذا المشروع الرائد في المكتبات الجامعية على المستوى الوطني والعربي، من خلال ضبط وإعداد استبيان أولى لفئة المستفيدين المحتملين "أعضاء الهيئة التدريسية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم افسلامية" قصد معرفة واستبيان ميولاتهم البحثية واتجاهاتهم السلوكية نحو استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية ودراسة أهم صعوبات وعراقيل الاستعمال بغية وضع تصور علمي لمشروع مكتبة رقمية نموذجية تستجيب لرغبات واحتياجات المستفيدين وتتجاوز العقبات التقنية والفنية واللغوية وخاصة القانونية، وقد تم حصر بعض وأهم المشروعات والدراسات العربية في هذا المجال، إضافة إلى جوانب أخرى متعلقة بسلوكيات الباحثين تجاه مصادر المعلومات الإلكترونية وسبل الإفادة منها. وقد اعتمدت الدراسة على أداة الاستبيان في جمع البيانات اللازمة لإلقاء الضوء على الأسئلة التي سعينا الإجابة عنها وقد ضم 39 سؤالاً أجاب عنها 148 أستاذاً من أصل 186 وهم أفراد عينة البحث. هذا وقد خلص البحث إلى جملة من النتائج أسفرت عنها الدراسة، وعلى ضوء تلك النتائج أمكن الخروج بجملة من المقترحات كضرورة تأهيل المكتبيين وضرورة البدء في إنشاء المكتبة الرقمية للرسائل العلمية المجازة في الجامعة، وكذلك المخطوطات، إضافة إلى الدوريات التي تصدرها الجامعة ومخابر البحث العلمية المختلفة ومجموعات المكتبات التراثية النادرة والمؤلفات التي لا تقع تحت طائل حقوق الملكية الفكرية، والتأكيد على أهمية وجود إدارة بالمكتبة تسمي "إدارة المكتبة الرقمية" تتولى تقويم وتطوير البرامج والأداء والخدمات التي توفرها المكتبة، مع توفير الدعم اللازم لها.
New information technologies and communication, scientific development and expansion of education as well as changes in libraries and information and the emergence of networks compatible with various sources of information are factors that have affected libraries and information services. New, these services play a key role in access to essential information resources for students and researchers. Many countries have been involved in the launch of difital library projects that have had great success in Europe and the United States of America. In Algeria, Ahmed Aroua library of the University of Emir Abdelkader in Constantine is among the first Algerian university libraries involved in a digitization project since 2002. The study focuses on this project, the causes and reasons for its emergence, the stages of its implementation in addition to evaluation of its services to users. To develop the field study, we conducted a survey with a questionnaire, as a tool for effective information gathering, composed of 39 questions and distributed to 186 teachers from which 148 questionnaires have been returned. Subdivided into two main parts, the study consists of an introduction, 13 chapters, a conclusion, a bibliography and appendices. Thus, the first part consists of 6 chapters reserved exclusively to the theoretical study with respect to digital libraries, their characteristics, the scanning procedures and the different metadata standards, the sixth chapter, which closes the first part of study spreads the pilot projects of digital libraries around the world. Consisted of six chapters, the second part is devoted to the field study aimed to examine the documentation practices of teachers, their tendencies, their attitudes towards the use of electronic resources and also their views on the digital library of their university. The sixth chapter focuses on planning and execution of digital projects in academic libraries. The 13th Chapter discusses the results of the survey on which a set recommendations were suggested such as: - Qualification of practicing librarians. - Launching of the digital library of thesis at the university, manuscripts, periodicals of the university research laboratories and all the works and documents not subject to copyright. - Focus on the launch of a department responsible for the management of the digital library at the university who primary mission is based on evaluation and program development and delivery services as well as to ensure ongoing support.
|