ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أخلاقيات البحث العلمي في العلوم الإنسانية

المصدر: مجلة أنوار المعرفة
الناشر: جامعة الزيتونة - كلية التربية - سوق الأحد
المؤلف الرئيسي: محمد، نجاة الهادي عبدالله (مؤلف)
مؤلفين آخرين: المزوغي، ميلاد علي علي (م. مشارك)
المجلد/العدد: ع3
محكمة: نعم
الدولة: ليبيا
التاريخ الميلادي: 2018
الشهر: يونيو
الصفحات: 159 - 174
DOI: 10.35778/1753-000-003-010
رقم MD: 1262446
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch, AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

125

حفظ في:
المستخلص: إن الإنسان المعاصر شهد تطورات علمية هائلة في مجالات البحث العلمي المختلفة، وعلى رأس هذه العلوم: الطب، والبيولوجيا، والبيئة، والإعلام، وأعمال التجارة، والتكنولوجيا، وغزو الفضاء، وقد رافقت هذه التطورات انحرافات عدة انعكست سلبا على صورة العلم، وسمعة العالم، واضطرت المتخصصين في هذا المجال إلى البحث عن الحل لتجاوز هذه الانحرافات. (بوفتاس. 1999. ص 11). فكان من الضروري الالتجاء إلى الفلسفة لتضيء السبل إلى اتخاذ المعيار والقرار في مواقف شائكة خلقيا، بدء من تداخل حصائل البحث العلمي مع مصالح العالم الشخصية، وانتهاء بتداخلها مع مقتضيات الأمن القومي، مرورا بتداخلها مع قدسية العلم وقدسية الحياة، وحقوق الإنسان وكرامته. حيث نشأت فلسفة العلم كإيستمولوجيا تقطع أي علاقة بينها وبين فلسفة القيمة، فهي منطق للمنهج الصوري الصارم، أو للمنهج التجريبي المرتكز على الواقع والوقائع، ولا شأن لها بأي مقولة تتجاوز الإطار الإيستمولوجي لنسق العلم من قبيل الأخلاقيات والمعياريات والقيم. فضلا عما ينطوي عليه هذا من مساءلة نقدية. لكن في حوالي الربع الأخير من القرن العشرين حطمت فلسفة العلم جدران القوقعة الإيستمولوجية، وتجاوزتها إلى معالجة حضارية شاملة للعلم، بوصفه ظاهرة إنسانية لها متطلبات وشروط واحتياجات الظاهرة الإنسانية، وعلى رأسها النسق القيمي، والمنظومة الخلقية، هكذا أفضت فلسفة العلم إلى أن سنة العلم، وفي هذا المضمار أضحت أخلاقيات العلم في صدر الساحة كضرورة لضبط العلوم وتقدمها. (الداري، 2004، ص 47-48) إن الوعي بالنتائج والانعكاسات الاجتماعية والأخلاقية المترتبة عن التقدم العلمي المتحقق بوجه خاص في ميادين الطب وعلوم الحياة، والهندسة الوراثية، أصبح محدودا بين السمات الباردة لعصرنا، وإذا كان التطور النوعي والسريع الذي تشهده تلك الميادين ينعش الآمال في إمكانية تحسين ظروف حياة الإنسان، فإنه بات في الوقت عينه يخلق إشكالات أخلاقية جديدة وغير مسبوقة، إشكالات أضحت تهدد بزعزعة مبادئ وقيم أخلاقية شكلت لحمة النسيج الثقافي والحضاري للبشرية منذ آلاف السنين، ولقد ازدادت هذه الإشكالات تعقيدا إلى حد بات هذا الوضع ينبئ باحتمال حدوث تفسيرات جذرية في علاقة الإنسان بجسمه وهويته وبثقافته وقيمه وحتى بديانته وبمستقبله.