ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







بنية المجال الحضري والعنف لدى الشباب: مدينة سلا كنموذج

المصدر: مجلة رهانات
الناشر: مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية
المؤلف الرئيسي: بوعبيد، رشيد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع42
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2017
الصفحات: 27 - 32
رقم MD: 1267922
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

5

حفظ في:
المستخلص: لاشك في أن مسألة العنف بمختلف تلويناتها تشكل أحد المعضلات التي تؤرق إنسان اليوم في سعيه للعيش في أمن وسلام نظرا لتفاقم تمظهرات العنف شكلا ومضمونا، كما أنها تعتبر كذلك من الإشكاليات الأساسية التي حظيت باهتمام العديد من الباحثين من تخصصات وحقول معرفية متنوعة، (فلسفية، نفسية، أنتربولوجية، سوسيولوجية،...) محاولين الكشف عن أصلها وعواملها المباشرة وغير المباشرة التي يشكل حضورها أو غيابها حافزا وعاملا لتمظهر العنف بشكل من الأشكال. وعموما فالورقة البحثية التالية تهدف إلى توضيح وجهة نظر سوسيولوجية لإشكالية العنف لدى الشباب في بعده السوسيومجالي بالوسط الحضري. والعنف هنا يتخذ كل أشكال السلوك القسرية ذات الطابع الإجرامي مثل الضرب والجرح والسرقة بأنواعها والقتل بأنواعه والسب والشتم وغير ذلك من سلوكات الإجرام المتسم بالعنف، وفي جانب آخر تشير البنية السوسيومجالية إلى معطيات ترتبط أساسا بمدى توفر أو افتقار الوسط الحضري لمجموعة من الخدمات والمرافق وكذا التنظيم المجالي والتوزيع الديموغرافي داخله وطبيعة تفاعل الأفراد مع هذه البنية ومدى مساهمتها في تمظهر العنف وارتفاع مؤشرات وقوعه وعليه سنعمل على الكشف على نتائج هذه الدراسة الميدانية وإطارها النظري وخطواتها المنهجية مما سيوضح طبيعة العلاقة المفترضة بين تنامي سلوك العنف لدى الشباب بالمؤشرات والعوامل السوسيومجالية بالمدينة المغربية. وعليه فالورقة التي بين أيدينا تقارب ميدانيا الفرضية التالية: ولتناول هذه الفرضية بالدراسة والتحليل تم إجراء دراسة شملت عينة من الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و29 سنة، وينحدر هؤلاء المستجوبين من أحياء مختلفة من مدينة سلا، وللإشارة فهذه الدراسة اهتمت بالإجرام المتسم بالعنف لدى الشباب المغربي عامة بالوسط الحضري، ورصد ذلك في أبعاد مختلفة منها ما هو ثقافي، اجتماعي، مجالي واقتصادي، غير أننا سنركز على الجانب المتعلق بأثر العوامل السوسيومجالية في تمظهر العنف. وبناء على ما تم التوصل إليه بخصوص الخصائص العامة لمدينة سلا والتي تتميز بطابع الاختلال واللاتوازن الذي يطغى على البنيات الديموغرافية والعمرانية والخدماتية والاقتصادية من حيث التوزيع والجودة والوفرة أو الغياب، الأمر الذي أدى إلى تفاقم مجموعة من المشاكل والصعوبات أمام ساكنة مدينة سلا، وبث حالة من الأنوميا أو اللامعيارية التي نقصد بها إجرائيا "حالة من الصراع الناتجة عن الرغبة في إشباع وتحقيق الأهداف والحاجيات المختلفة للفرد وبين الوسائل المشروعة التي يتيحها المجتمع لتحقيق تلك الأهداف"، هذه الحالة التي تساهم بشكل جلي بدفع فئات مختلفة من المجتمع السلاوي عموما والشباب خصوصا نحو تبني سلوكات متناقضة مع المعايير والقيم الاجتماعية، وقد تتسم هذه السلوكات بالعنف المتمظهر بالاعتداء ضد الأشخاص وضد الممتلكات. بناء على هذه الوضعية فإننا سنعمد إلى إعطاء بعض الإشارات لنتائج الدراسة، والتي من شأنها توضيح دور بنية المجال الحضري في المساهمة في بروز سلوك العنف لدى الشباب. وعليه فمداخلتنا تتمحور حول معالجة عدد من الأسئلة التي نجملها فيما يلي: -ما مدى تأثير الاختلالات التي مست بنية الحياة الحضرية في بروز مظاهر العنف داخلها؟ -أي دور لبنية معطيات المجال الحضري في سلوك العنف لدى الشباب؟ -هل يرجع سلوك العنف لدى مرتكبيه من الشباب إلى اقتران سلوكات منحرفة أولية لديهم بأوضاع سوسيومجالية صعبة يعيشونها؟