ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الفاعلون الدوليون من غير الدول: "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" نموذجا في السياق السوري

المصدر: قلمون : المجلة السورية للعلوم الإنسانية
الناشر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة والجمعية السورية للعلوم الاجتماعية
المؤلف الرئيسي: عزيزة، طارق (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Azizeh, Tarek
المجلد/العدد: ع19,20
محكمة: نعم
الدولة: تركيا
التاريخ الميلادي: 2022
الشهر: يوليو
الصفحات: 569 - 587
ISSN: 2548-1339
رقم MD: 1314084
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

12

حفظ في:
المستخلص: لمراحل طويلة من التاريخ اقتصرت منظومة العلاقات في (المجتمع الدولي) على الدول، بوصفه متشكلا منها فقط، قبل أن تنضم إليها فئة أخرى من الشركاء سميت (الفاعلون من غير الدول) أو (الفاعلون الذين لا يشكلون دولا)، مثل المنظمات الدولية، ومنها الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، ثم ظهرت الشركات العابرة للحدود والقوميات. بات الشركاء الجدد (أشخاصا قانونيين) في منظومة العلاقات الدولية، يبرمون اتفاقات ومعاهدات مع الدول أو في ما بينهم، تنظمها قواعد قانونية دولية. ومع تطور المصالح والصراعات الدولية وتشابكها المتزايد، برزت فئات جديدة من الفاعلين الذين لا يشكلون دولا لها تأثيرها الملحوظ في العلاقات الدولية، من أهمها (حركات التحرر الوطني) والمنظمات المسلحة (الدينية أو القومية) العابرة للحدود، وشبكات الإرهاب الدولي. في سياق الصراع الدائر على الأرض السورية، يمكن رصد فاعلين لا يشكلون دولا من الفئات كافة، قاموا بأدوار متفاوتة التأثير في المشهد العام، في ما لم تقتصر تداعيات بعض الأدوار على سورية بل امتدت خارجها، تحالفا أو خصومة أو غير ذلك. وإذا كان ظهور بعض أولئك الفاعلين، بما هم امتداد لمنظمات سياسية أو مسلحة، سابقا على الثورة والحرب التي تلتها، فإن دورهم الفاعل الدولي، ما فوق الوطني/ المحلي، ازدهر في سياق الصراع السوري، وبصورة رئيسة بعد عام 2013. لعل النموذج الأكثر وضوحا تجسده الحالة القائمة في مناطق الجزيرة السورية، بعد أن أسس حزب (الاتحاد الديمقراطي-‎PYD‏) سلطة (الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) التي تولت ما يفترض أنها اختصاصات الدولة من مثل الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية، وسواها. لقد أدى انخراط عناصر جديدة من غير الدول في العلاقات الدولية إلى نقد كثير من أدبيات العلاقات الدولية ونظرياتها، وظهور مقاربات جديدة مختلفة. إلا أن فقه العلاقات الدولية لم يستقر على رأي واحد في شأن ظاهرة الفاعلين من غير الدول، كونها حديثة نسبيا وذات طابع شديد التعقيد. بفعل تداخل الأبعاد الجيوسياسية والأمنية والأيديولوجية فيها، علاوة على الأسباب الاجتماعية -الاقتصادية التي أسهمت في نشوئها، ثم في تعزيز دورها، وتكريس حضورها. ومن ثم، فإن تأثير الفاعلين الدوليين الذين لا يشكلون دولا، وأبرزهم في سورية سلطة (الإدارة الذاتية)،‏ في الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما أمنيا وسياسيا، وانعكاسات ذلك على سياسات الدول المعنية بالشأن السوري، يستدعي مزيدا من التحليل، وبحث ارتباط الظاهرة بظروف تفكك الدول أو فشلها وتهالكها، فضلا عن تراخي سلطة الدولة نفسها في عصر العولمة. يرمي البحث إلى الإضاءة على مفهوم (الفاعلين من غير الدول/ الذين لا يشكلون دولا)، من خلال بعض ما تناولته أدبيات العلاقات الدولية حوله، ومقاربته في سياق الصراع في سورية، عبر نموذج (الإدارة الذاتية) في منطقة الجزيرة، وبيان تجسيدها هذا المفهوم الذي يبدو أنه لم ينل بعد ما يستحق من البحث في المقاربات التي تتناول الأحوال السورية. فالفاعلون الذين لا يشكلون دولا أصبحوا فئة ذات تأثير واضح في العلاقات والسياسات الدولية (والسياق السوري ليس استثناء)، ولا يمكن إغفالها عند بحث سبل حل النزاعات، واستشراف مآلاتها، بصرف النظر عن تقييم الفاعلين أنفسهم أو الموقف منهم، وما يعتري أدوارهم من إشكاليات، سواء من حيث المشروعية أم الدوافع الأيديولوجية التي يستندون إليها، أم حتى مدى قانونية الممارسات التي تصدر عنهم.

ISSN: 2548-1339