المستخلص: |
كان الطاعون إذن، أشد الأوبئة فتكا بالبشرية في مغرب الحماية، حيث صنف في مرتبة "العدو الأول للإنسان" وبالرغم ظلت وسائل مكافحته وقائية فقط؛ حيث لم يتمكن الطب الفرنسي الاستعماري من اكتشاف علاج لإنقاذ ضحايا هذا الوباء، والتقليل من أعدادهم. كما كانت تلك التدابير المتبعة قاسية في طبيعتها، كما صرح بذلك الطبيب شاتنيير. ومهينة للمغاربة في الوقت نفسه، ويظهر ذلك جليا من خلال إخضاعهم لوصفات وقائية ذات روائح مقرفة، يشمئز منها البرغوت بالأحرى الإنسان. وعليه، بينت هذه الدراسة الحالة الصحية للمغرب خلال فترة الحماية؛ والتي يمكن تمثيلها في البؤس الفيزيولوجي والشدة المرضية التي أرهقت كثيرا من المغاربة. حيث ظل الوهن الصحي يخرب الأجساد ويحصد أرواح الكثيرين، على امتداد الفترة المدروسة، مع بعض التغييرات في وثيرة هذا الوباء التي بلغت أكثر من مرة إلى ذروتها، خاصة زمن المجاعات والقحط التي واكبت مغرب الاستعمار، والتي كانت وليدة ظروف طبيعية واستعمارية أيضا.
|