المستخلص: |
يهدف البحث إلى بيان أن المنهج العقلي لفهم نصوص القرآن الكريم قد ظهر في عصر السلف، ولم يكن يترتب عليه تكفير ولا تضليل؛ بل ظل بعض العلماء من بعد يأخذون بالأقوال التي فسرت بهذا المنهج، ومنهم من يرجحها على بقية الأقوال، ومنهم من يرد عليها بصورة علمية منهجية. كتب البحث بالمنهج الاستقرائي، إذ تم تطبيق كثير من قواعد التفسير والأصول واللغة على مسائله؛ لأن طبيعة الدراسة تمزج بين أساليب التفسير التحليلي والموضوعي والمقارن. تناول البحث محاور رئيسية منها: ما يتعلق بحياة مجاهد بن جبر المكي وتأثيرها في تكوينه الفكري والعقدي والفقهي، وموقف العلماء منه مدحاً أو قدحاً. كما تناول قضية المسخ التي حدثت لبني إسرائيل هل هي مسخ على الحقيقة؛ أي، وقع مسخ الهيكل الجسدي؟ أم وقع المسخ للقلوب والعقول؟ وتناول البحث أيضاً قضية حقيقة الميزان والتي هي قضية عقدية؛ فهل هو ميزان على الحقيقة له كفتان ولسان؟ أم المعنى مجازي يراد به العدل والحكم والقضاء؟ وقد توصل البحث إلى أن المنهج العقلي ظهرت ملامحه بقوة في تفسير السلف في قضايا عقدية وفقهية وكونية؛ مما ترتب عليها اختلاف تناقض وتضاد، ومع هذا لم يقع تكفير ولا تضليل ولا تبديع بين العلماء، كما هو مشاهد في هذا العصر.
|