ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الحوار الديني بين الإسلام والمسيحية ؟: بحث في التاريخ المشترك وإطلالة على التحديات ومقترحات الحلول

العنوان بلغة أخرى: Religious Dialogue Between Islam and Christianity: A Research Into the Common History and an Overview of the Challenges and Proposals for Solutions
المصدر: مجلة الدراسات التاريخية والاجتماعية
الناشر: جامعة نواكشوط - كلية الآداب والعلوم الإنسانية
المؤلف الرئيسي: بنتاجة، محمد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Bentaja, Mohamed
المجلد/العدد: ع56
محكمة: نعم
الدولة: موريتانيا
التاريخ الميلادي: 2022
الشهر: يونيو
الصفحات: 344 - 361
DOI: 10.36353/1515-000-056-015
ISSN: 2412-3501
رقم MD: 1328997
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
كلمات المؤلف المفتاحية:
الحوار الديني | الإسلام | المسيحية | المشترك | التاريخ | الإسلام | Religious Dialogue | Christianity | History | Islam | Peace | Common
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

17

حفظ في:
المستخلص: في سياق عالمي مضطرب تتجاذبه المصالح الدولية والإقليمية، تؤجج ناره النزعات المحلية والكونية، بدأ يتعالى صوت اليأس وخطاب الهزيمة في وجه المشاريع والمبادرات العالمية نحو إقامة صرح حوار ديني عالمي. حوار كان ينبغي أن يعيد تقييم التجربة الدينية التاريخية في ضوء المستجدات العلمية والفتوحات المعرفية المتنامية؛ قصد إعادة الاعتبار لمقاصد الوحي في الأديان الكبرى عامة والإسلام والمسيحية خاصة. فالإسلام من حيث دلالة اسمه مشتق من السلام والاستسلام لرب العباد بالإنابة والخضوع، أما المسيحية التي أرسى دعائمها السيد المسيح فداعية إلى المحبة بين الناس ونبذ الكراهية والتعصب فلا يمكن إلا أن تشتركا في السعي نحو إقامة عالم أفضل. وقد ارتكز خطاب الهزيمة المتزايد حول الثقل التاريخي المثقل بالكراهية بين أتباع هذه الديانتين، حيث يتم عكس الأزمة الحضارية والأخلاقية للبشرية المعاصرة في صورة إخفاق لكل خطاب وحدوي مشترك بين الإسلام والمسيحية. كما يتم تعميم خطاب مضلل وانتقائي تجاه الحوار الديني الإسلامي المسيحي بدعوى بهوت أثره في صياغة العالم صياغة تتوافق ومقاصد الوحي في الديانتين. وهذا ما قصدت هذه المقالة تفصيله وبيان تهافته سواء على مستوى التحديات المعاصرة التي تستخدم هذه الخطابات من اجل شرعنه العنف والظلم باسم الديانتين معًا-وهما منها براء-ومن حيث طبيعة العلاقة الجديدة التي نبعت من صلب وعي رجالات الديانتين بالمخاطر التي تعتريهما جراء تنافسهما التبشيري التوسعي الذي سينتهي باندثارهما لحساب أديان مادية شيطانية تستبعد العباد لغير الله في سبيل إثراء المؤسسات الاقتصادية الكبرى مدعومة من مؤسسات إعلامية متلاعبة بالعقول الخاوية على عروشها والقلوب غير المطمئنة. إن رسالة هذه المقالة تؤكد على محورية الحوار الديني الإسلامي المسيحي واستمراريته رغم التعثرات والتحديات الوقتية. وأن بقاء الحوار بينهما قائمًا يعني بقاء الإيمان واقعًا في حياة العالمين يقاوم أساطير المادية ومصالحها المناهضة للفطرة الإنسانية، بإعلاء كلمة الله ونشر قيم المحبة والإيثار والتعاون على الخير ونبذ الظلم كيفما كان نوعه أو مصدره. ودعوى فشل الحوار الإسلامي المسيحي إنما هو موقف إيديولوجي انتقائي نابع من تعميم واقع نوع معين من الحوار دون مراعاة باقي أنواع الحوار ومستوياته. فقد كان الحوار الديني الإسلامي المسيحي في قمة أوجه على مستوى الحياة العامة بين الأفراد والشعوب، وكذلك الحال على مستوى الحياة العملية في الإدارات والمؤسسات الخاصة والعامة، كما كان أنجح على مستوى الحوار بين الخبراء الدينيين (المؤسسات الجامعية ومراكز البحث العلمي). بقي الحوار متعثرًا على مستوى المؤسسات الدينية، وذلك راجع إلى ارتباطها الوثيق بالقوى السياسية والاقتصادية ذات المصالح المتضاربة. وحتى على هذا المستوى فقد سارت الكنيسة البروتستانتية مسارات متقدمة جدًا في كسر المركزية الدينية المسيحية من خلال نقد عصمة البابا وتوسيع فلسفة التعددية الدينية وتطوير آليات التأويل النقدي اللاهوتي في صورة نماذج مختلفة من اللاهوت (اللاهوت الليبرالي والوجودي والجدلي ولاهوت التحرير). كما أن الكنيسة الكاثوليكية هي أيضًا ساهمت في التخفيف من تمركزها حول التاريخ اللاهوتي الروماني ابتداء من قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني وتوسيع عصمة الخلاص ليشمل المسلمين ودعم القضية الفلسطينية وتبرئة اليهود من دم المسيح...خصوصًا في فترة البابا يوحنا بولس الثاني والبابا فرانسيس الحالي. إن دعوات سد باب الحوار الديني بين الإسلام والمسيحية إعلان حرب بين حضارتين عظيمتين في هذا العالم وهذا ما دعونا إلى التنبه إليه على اعتبار أن حضارة الغرب (أوروبا وأمريكا وتوابعهما في أمريكا الجنوبية وأيضًا في العالم المسيحي الأرثوذكسي) لا تزال متشبثة بتاريخها المسيحي رغم حقبة العلمنة مرت بها لأن المسيحية جزء لا يتجزأ من الهوية الغربية. كما أن حضارة المسلمين لم تنفك يومًا عن مرجعيتها الإسلامية وهي التي كانت ولا تزال تقاوم بها كل حملات التشويه والعلمنة في سبيل بقاء الإيمان متوقدًا في القلوب وجسرًا لربط الشعوب وإقامة سنة التعارف بين الناس التي هي مقصد قرآني من مقاصد الاختلاف التي صبغ الله بها الوجود مصداقًا لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِنّ ذَكَرٍ وَأُنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

In a turbulent global context surrounded by international and regional interests, fueled by local and global trends, the voice of despair and the rhetoric of defeat have begun to rise in the face of global projects and initiatives aimed at establishing an edifice of dialogue world religion. A dialogue that should have reassessed the historical religious experience in the light of scientific developments and the growing conquests of knowledge; He intended to reconsider the purposes of revelation in the major religions in general, and in Islam and Christianity in particular. Islam, according to the connotation of its name, is derived from peace and submission to the Lord through repentance and submission. As for Christianity, whose foundations were laid by Christ, it calls for love between peoples and rejection. of hatred and fanaticism. They can only participate in the quest for a better world. The growing discourse of defeat has relied on the historical weight laden with hatred between the followers of these two religions, as the civilizational and moral crisis of contemporary humanity translates into the failure of any unitary discourse shared between Islam and Christianity. In addition, a misleading and selective discourse is disseminated with regard to Islamic-Christian religious dialogue, claiming that its impact on the formation of the world has diminished in a formulation that is consistent with the objectives of revelation in both religions. This is what this article intends to detail and show its evasiveness, both at the level of contemporary protests that use these discourses to legitimize violence and injustice in the name of both religions - and they are innocent -. As to the nature of the new relationship born of the realization by the leaders of the two religions of the dangers they face as a result of their expansionist missionary competition, which will result in their extinction at the expense of the materialistic and satanic religions which enslave the people to other than God to enrich the great economic institutions supported by the media institutions which manipulate the empty minds on their thrones and the hearts which are not reassured. The message of this article emphasizes the centrality and continuity of Islamic-Christian religious dialogue despite temporary pitfalls and challenges. And that the dialogue between them still exists means that faith remains a reality in the life of both worlds, resisting the myths of materialism and its interests which oppose human instinct, exalting the word of God and spreading the values of love, altruism and cooperation for good and the rejection of injustice, whatever its nature or source. The assertion of the failure of the Islamic-Christian dialogue is a selective ideological position resulting from the generalization of the reality of a particular type of dialogue without taking into account the other types and levels of dialogue. Islamic-Christian religious dialogue was at its peak at the level of public life between individuals and peoples, as well as at the level of practical life in private and public administrations and institutions, as it was most successful at the level of dialogue

ISSN: 2412-3501