ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العقلانية التواصلية لهابرماس وقيم التواصل والتعارف في الإسلام

المصدر: مجلة الكلمة
الناشر: منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث
المؤلف الرئيسي: اللويمي، أحمد محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: س29, ع116
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2022
التاريخ الهجري: 1444
الشهر: صيف
الصفحات: 114 - 130
رقم MD: 1348088
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

5

حفظ في:
المستخلص: جاءت (العقلانية التواصلية) كأحد الحلول والمخارج لإصلاح الحداثة الغربية، وهي المهمة التي نذر هابرماس نفسه لها، ناهضًا به من خلال منظومته الفكرية، ويبقي ضمان نجاحها مرهونًا بإرادة الإنسان وإيمانه بالدروب التي يمكن أن تنتهي بإنقاذه من الواقع المتردي. وبالرغم من حجم الجهد الفكري والفلسفي الضخم الذي استثمره هابرماس في العقلانية التواصلية إلا أن آليات التنفيذ وسبل ومعايير التطبيق في هذه النظرية أمر ليس بالإمكان المتاح بالشكل المباشر. وتتعاظم صعوبة التطبيق في ظل الهيمنة المطلقة للحداثة الغربية ذات البعد الأداتي كما عرفها هابرماس. إن تجذر مفاهيم الحداثة بشكلها السلطوي والاستثمار في عبودية الإنسان تجعل من تغلغل مفاهيم العقلانية التواصلية عسير، لا يرى النور إلا عبر تبني منظمات المجتمع المدني لهذه الأطروحة، وتكون حاضرة في جدول أعمالها وخططها الاستراتيجية. إن أطروحة العقلانية التواصلية بالرغم من إرسائها على مفهوم الخير الشامل المشترك بين البشر، إلا أن افتقارها للبنى التي أرساها الإسلام في صناعة الواقعية للخير والعمل الصالح في الإنسان والتي تقوم على أساس الانتماء لمدرسة الوحي يشكل أحد أهم نقاط الضعف فيها. إن الدافعية التي تؤسسها مدرسة الوحي القائمة على أساس الانصياع والارتباط بالله هي التي تضمن بقاء الدافعية، واستمرارية المحرك لتواصل الإنسان في تأسيس عمل الخير كحركة ديناميكية متواصلة قائمة على مفهوم التكامل في حركة الإنسان نحو الله، مصداقًا لقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ). إن التمازج بين الأطروحة الإسلامية في الحوار والتواصل وأطروحة هابرماس أمر حيوي لإضافة فرص إنجاحها وتقريبها إلى الواقع. وفى جانب آخر لا بد من النظر إلى جهود هذا المفكر والفيلسوف الألماني الكبير بكل تقدير وإجلال للجهود المضنية التي سخرها لشق أستار الهيمنة والسلطوية في الحداثة الغربية، وبعث أمل الخلاص نحو أفق السلام والمحبة والتواصل والتعارف بين بني الإنسان. إن مثل هذا الجهد يدعو كافة المفكرين المسلمين اليوم لاتخاذ منهج هابرماس وآماله مسلكًا لحشد جهودهم الفكرية والعلمية لإرساء قواعد المدرسة الإسلامية المتكاملة في أبعادها الفلسفية والتنفيذية لتعزيز مفهوم الحوار مع الإنسان، وتحقيق سبل التعايش والتعارف. والدعوة متصلة لكافة المؤسسات الإسلامية لتكون خططها الاستراتيجية البعيدة المدى ساعية نحو العمل لتحقيق هذه الرؤية التواصلية بين بني الإنسان بمختلف أجناسه وأنواعه، ففي المنظومة الإسلامية الفكرية التواصلية الخير الكثير لتعم البشرية كافة.