| المستخلص: |
تحاول هذه الورقة تحليل وتقييم دور العمل المعنوي والمعنويات في إنجاح الثورة المهدية، وتبحث في شخصية المهدي كرجل دين وزعيم ثائر، وميزاته الشخصية في القيادة ووضع خطط وبرامج العمل المعنوي وإنفاذها منذ فترة ما قبل المواجهة العسكرية ضد القوات المصرية وإثنائها من ثم عن الاستيلاء على الخرطوم في 26/يناير/ 1885 م. وقد حقق المهدي نجاحا غير مسبوق في مجال العمل الدعائي والدعوي بكل أشكاله مستفيدا من فكرة المهدي المنتظر ما أكسبه شعبية وشرعة في انتشار أفكاره في أوساط السودانيين المحيطين والقائمين، واستطاع اجتذابهم لمبايعته على الجهاد في سبيل الله ضد ظلم وفساد الحكم التركي – المصري. لذا فقد أصاب المهدي نصرا حاسما في أغلب المعارك في حين أن الحكومة لم يكن لديها برنامج عمل معنوي ذو فطر ونتيجة لذلك فقد صارت القوات المصرية تقاتل في حالة من الخوف والذعر وزاد من هبوط معنوياتها ما قام به المهدي من عمل دعائي ناجح لذا فرغم ما كانوا يمتلكون من أسلحة نارية كافية ومدفعيات وخبرات لم يستطيعوا تحقيق نصر. ومما تقدم نستنتج: إن العمل المعنوي لا يقل أهمية عن الجوانب المادية، وأن القوة المادية وحدها قد لا تكفي لتحقيق النصر في بعض الأحيان. إن الحكومة تجاهلت دوافع الثورة الوطنية الحقيقية وركزت في حربها الدعائية على أن المهدي ليس المهدي المنتظر، وهو أمر لم يكن ذا تأثير. إن العمل بنظام الشورى والفريق المتجانس يؤتي ثمارا أكثر من الانفراد باتخاذ القرار. رغم اعتراف الجنرال غردون بأن ثورة المهدي ليست دينية وإنما ثورة أسبابها الفساد والقمع التركي، إلا إنه لم يكن الرجل المناسب لإخلاء الحاميات المصرية من السودان بطريقة سلمية دبلوماسية تحقن دماء المصرين والسودانيين.
This paper endeavors to analyses and evaluate the role of moral operations and morale in the victory of the Mahdistrevolution. It deals with the Mahdi s, character as a religious revolutionist ringleader, into personal qualities of leadership and into creation and execution of moral orientation programmers before and during the military confrontation with the Egyptian forces in the Sudan till he captured Al-Khartoum in 25 January 1885 The Mahdi achieved an outstanding success in all sorts of propaganda. He utilized the concept of the expected Mahdi, so his propaganda gained popularity and swift cliff union amongst most of the frustrated and discontent Sudanese people. He was able to attract them to pay homage to him in for the jihad in the path of God against injustice and immorality of the Turko- Egyptian role. So the Mahdi achieved decisive victory in the most of battles, meanwhile the government had no effective moral orientation programmers. As a result the Egyptian forces fought with unease consciences and demoralized by the success of the Mahdistpropaganda, though they had enough firearms results: The moral orientations is very important like the other military forces, and in some cases material forces can not achieve victory alone. Ignoring the real causes of the Mahdistrevolt, the Government concentrated its propaganda on denying that Muhammad Ahmed is the expected Mahdi .To adhere consultation and attain homogenous of the staff is more fruitful than to be intransigent in views and neglecting to seek advice .Although the General Gordon confessed that the causes of the Mahdist revolt were corruption and suppression of the Turks, He was not the suitable manto command the mission of evacuation of the Egyptian garrisons from Sudan by peaceful and diplomatic Maneuvering without blood shedding of Sudanese and Egyptians.
|
