ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المسألة الأخلاقية والإيتيقية بين فوكو وهابرماس

المصدر: أوراق فلسفية
الناشر: كرسي اليونسكو للفلسفة فرع جامعة الزقازيق
المؤلف الرئيسي: الرياحي، نعيمة (مؤلف)
المجلد/العدد: ع99,100
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2023
الصفحات: 283 - 296
رقم MD: 1356754
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

11

حفظ في:
المستخلص: إن هذه الدراسة المقارنة بين مقاربة فوكو وهابرماس للإيتيقا والأخلاق انتهت بنا إلى أن كل منهما لديه منطلقات فكرية مختلفة وله قراءات وتأويلات متباينة لنفس المراجع. فرغم أن كل منهما له علاقة قرابة بكانط وبماركس وهما ينتميان إلى نفس الحقبة أو الإبستمية كما يسميها فوكو أعني الابستمية المعاصرة، فإن هابرماس يبدو مشدودا أكثر إلى المنحى الوضعي البراغماتي الذي يبدو أكثر واقعية وقربا للعقل العملي حيث تمتحن المعايير وتفحص وتناقش بين ذوات اجتماعية وحيث يكون التواصل والحوار نشيطا ويقع الاستناد إلى مقولة الإنسان ككائن عاقل بقوة. بينما لا نجد لدى فوكو اعتبارا كبيرا للعقل وتعويلا عليه في تحديد السلوك الفردي بل إن الأفراد يجب أن يكونوا فنانين مبدعين لذواتهم وذلك هو عين السلوك الإيتيقي المتمرد عن كل أخلاقية فوقية وصارمة تفرض بالعقل أو بغيره. وبذلك ليس للعقل اعتبارا قويا يعول عليه في نحت الذات أو النفس بل يعول فوكو على ما يتميز به كل فرد من قدرات وطاقة لإبداع الذات كأثر قبل كل عملية إبداعية لأي أثر آخر. ومن ثمة تتحول الإيتيقا نفسها إلى استيتيقا أعني جمالية الوجود. اعتمد هابرماس على كانط في تأسيسه العقلي للأخلاق وللإيتيقا واستند فوكو إلى كانط في نص التنوير وحتى في الأنثروبولوجيا البراغماتية حيث التحرر من الوصاية ومن الحتمية الطبيعية هي ما يميز الإنسان الذي يصنع ذاته وقيمه وتاريخه. كما أن العودة إلى ماركس من قبل هابرماس تمثلت في الرغبة في إنشاء مجتمع عادل وخير حيث تحفظ المساواة ويتحقق الرفاه للجميع، أما فوكو فعاد إلى ماركس الذي يعتبر أن الحرية هي ما يميز عبقرية الفرد أو الجماعة أي الإنسان كإنسان لكنه يذهب أبعد من ماركس عندما يعتبر أن فعل التحرر لا يروم حدا أقصى من العدل والمساواة بل هو فعل أنطولوجي يجعل النفس قادرة على التحقق بشكل لانهائي. تلك هي الفروق بين فوكو وهابرماس أبرزناها من خلال ثلاثة موجهات ارتأينا أنها حدود مشتركة وهي الأهم لمحاصرة تصوريهما وعلاقة التقارب أو التباين بينهما. وهذه الموجهات هي: علاقة الإيتيقا والأخلاق بالذات وعلاقة الإيتيقا بالعقل وعلاقة الأخلاق بالإيتيقا.

عناصر مشابهة