المستخلص: |
يتناول هذا المقال قضايا توظيف التراث في الرواية العربية، وما يطرحه من إشكالات. للتمثيل على ذلك توقف المقال عند الروايات التاريخية التي كان الروائي اللبناني جرجي زيدان أبرز ممثليها الأوائل، ثم انتقل البحث، بعد ذلك، إلى مقاربة طبيعة توظيف التراث من قبل تيار الواقعية في الرواية العربية، ورصد هذه العلاقة من خلال بعض روايات نجيب محفوظ التي عادت إلى التراث، ونهلت من معينه التاريخي والديني والأسطوري. كما تناول المقال، أيضا، علاقة تيار الحساسية الجديدة في الرواية العربية مع التراث، حيث عد الكثير من ممثلي هذا التيار الروائي الجديد أن استثمار التراث، بمختلف تجلياته، أغنى تجربتهم الروائية، بل أعطاها دفعة كبيرة في أفق التجديد الذي حمى الرواية العربية من آفة الجمود والاجترار والتكرار. وفي الأخير، توقف المقال عند جملة من الإشكالات التي كانت، ولا تزال، عالقة في طبيعة تعاطي الروائي العربي مع التراث، وأهمها: إشكال تمثل الروائي للأجناس الأدبية، وهذا ما نلحظه في ذلك التداخل الملتبس بين حدي: الروائي والسيرة الغيرية من جهة، والواقعي والمتخيل من جهة ثانية. أعادت الرواية العربية، طوال سيرورتها التاريخية، صلتها بالتراث وبالتاريخ، حيث بلورت في هذا الصدد تجارب روائية متميزة، تثير لدى القارئ جملة من التداعيات والإيحاءات ذات العلاقة الوطيدة مع الموروث، المكتوب منه أو الشفوي. وذلك حينما يعمد الروائي إلى بعث الروح في تلك الأشكال الحكائية التراثية التي تم إيداعها رفوف المكتبات المهملة. فلا غرو أن توظيف الرموز التراثية والتاريخية في الرواية العربية، بمختلف حساسياتها الفنية، بات من الظواهر الأدبية المألوفة، بدءا من جرجي زيدان الذي عاد إلى رموز التاريخ العربي الإسلامي، مرورا بأهم رموز تيار الواقعية وهو نجيب محفوظ، وصولا إلى مرحلة التجريب في الرواية العربية، أو ما يسمى بتيار الحساسية الجديدة في الرواية العربية، بمختلف تجليات هذا التيار الروائي وتمظهراته.
Cet article se préoccupe des questions de l’instrumentalisation du patrimoine dans le roman arabe et de ce que ce thème soulève comme problématiques. Pour en donner des exemples, nous avons mis l’accent sur le roman historique dont l’illustre pionnier est le romancier libanais Jorji Zidane puis nous avons étudié la nature de cette instrumentalisation par le courant réaliste dans le roman arabe. Cela a été cerné à travers l’examen de quelques romans de Najib Mahfouz qui se sont ressourcés dans la tradition historique, religieuse et mythologique. Par la suite, nous avons abordé le traitement réservé par le courant de la sensibilité nouvelle dans le roman arabe au patrimoine; ses représentants en ont apprécié l’apport enrichissant à leur expérience d’écriture et l’énergie insufflée à l’effort innovant; ce qui a protégé le roman arabe des affres de la stagnation, de la répétition et de la rumination. Nous nous sommes arrêtés enfin sur quelques problématiques qui restent encore en suspens et qui concernent la nature de l’appréhension du patrimoine par le romancier arabe. La plus en vue est la représentation que ce romancier a des genres littéraires; c’est ce que nous constatons dans cette imbrication ambigüe entre deux frontières: le romancier et la biographie de l’autre d’une part, et le réaliste et le fictionnel d’autre part.
|