520 |
|
|
|a العداء للإسلام ليس وليد اليوم ولا الأمس القريب، وإنما هو عداء يمتد عمره بعمر الإسلام منذ أربعة عشر قرنا، مصداقا لقوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} البقرة: 120. والتغريب الثقافي يأتي في إطار ذلك العداء المستمر. الذي بدأ بالحروف الصلبية مرورا بالاستشراق، والتنصير، والغزو الفكري. وهو يستهدف تغريب الشخصية العربية الإسلامية المستقلة، وضرب هويتها من خلال التحقير من فكرها، وثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وأخلاقها وقيمها ومبادئها وأسلوب حياتها، ليتم لهم بعد ذلك استبدال تلك الشخصية التي فقدت الثقة بنفسها وبمقومات وجودها وبهويتها، بالشخصية الغربية المنحرفة، فكرا وثقافة وسلوكا وأخلاقا، ليسهل بعدها السيطرة على الشعور العربية والإسلامية وتوجيهها طواعية بالاتجاه الذي تريده الدول الغربية الاستعمارية كسبا لرضاها. أما خطورة التغريب الثقافي فتكمن في أنه يصل مباشرة إلى ضحاياه من عامة الجمهور الذين لا يستطيعون الاختيار والانتقاء، وهو أشد خطرا وأكثر فتكا من الغزو الفكري الذي كان يستهدف فئة المثقفين الذين اعتادوا الاحتكاك بأكثر من ثقافة أو اتجاه فكري وتعلموا المقارنة بينها وبين غيرها من الثقافات، والتمييز بين الصالح والطالح منها.
|b Enmity towards Islam is not today's issues nor in the recent past, but rather it is an enmity that started in the early days of Islam fourteen centuries ago, just as Allah (Glory Be to Him) said, {Never will the Jews or Christians be pleased with you, until you follow their faith} [Al-Baqara 2:120]. Cultural westernization comes within the framework of that continuous hostility, which began with the Crusade Wars but not ending with Orientalism, Christianization, and intellectual invasion. It aims to westernize the independent Arab-Islamic personality and strike at its identity by belittling its intellectuality, culture, customs, traditions, morals, values, principles, and way of life so that they can after that replace that personality that has lost confidence in itself, the foundations of its existence, and its identity with the deviant Western personality, in thought, culture, behavior, and morals. If that happens, it will be easy for them to control Arab and Islamic nations and get them [the peoples] directed by themselves in the direction that the Western colonial countries want in order for these countries to be satisfied.
|