ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







في مفهومي التعريب والتغريب

المصدر: التعريب
الناشر: المركز العربى للتعريب والترجمة والتأليف والنشر
المؤلف الرئيسي: وطفة، علي أسعد (مؤلف)
المجلد/العدد: مج24, ع47
محكمة: نعم
الدولة: سوريا
التاريخ الميلادي: 2014
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 75 - 94
رقم MD: 692333
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

62

حفظ في:
المستخلص: يعبر المفكر العربي يحيى الرخاوي في مقالة له حول الاغتراب اللغوي عن جوهر الاغتراب اللساني عند العرب عندما يقول: "في حين أن الإنسان المعاصر في الدول المتقدمة قد صنع له صنما إلها جديدا من التكنولوجيا الحديثة مع احتفاظه بحق ممارسة حريته من بتغيير هذه الأصنام وتطويرها وتطويعها بشكل يكاد يكون مستمرا، نجد أن إنسان الدول المتخلفة يستورد أصنامه وصانعيها: آلهة سابقة التجهيز والبرمجة، بلا مفتاح شفرة أو كلمة سر لفتحها أصلا" (الرخاوي، 2003). وعلى هذا النحو جعلنا من اللغات الأجنبية المستورة صنم عبادة في جامعاتنا وحياتنا الاجتماعية فأسقطنا لغتنا الأم التي هي رمز هويتنا ووجداننا وكينونتنا ودخلنا في زنزانات اغتراب لسانية غربية الصناعة محكمة الصنع شديدة الانغلاق. والسؤال الكبير الذي يرتسم هنا، إلى أي حد ترتسم حالة التغريب والاغتراب الحضاري في حياتنا الثقافية والاجتماعية؟ ومن صلب هذا السؤال ينفجر السؤال الحيوي لهذه الدراسة وهو: إلى أي حد تعيش جامعاتنا ومؤسساتنا الجامعية حالة اغتراب واستلاب لسانية؟ وضمن المحاولة الافتراضية للإجابة عن هذين السؤالين الكبيرين، يمكننا القول: إننا نعيش اليوم حالة اغتراب لساني عميقة الأغوار، فاللغة العربية تعاني حالة تراجع وانحسار وانكسار في مختلف المستويات الثقافية والفكرية في العالم العربي، وهي توغل وتتوغل في رحلة اغترابها واستلابها وتغربها. والكارثة الكبرى هي أن هذه اللغة الجميلة النبيلة تلقى صدود أهلها وعزوفهم عن التأمل في أهميتها وعظمة الدور الذي أدته في مختلف مراحل دورة الحضارات الإنسانية بإبداعاتها الأدبية والعلمية. والطامة الكبرى أن المؤسسات العلمية والتربوية تنأى عن فهم المقاصد الحضارية للغة العربية؛ فالجامعات العربية تمعن في وضع اللغة العربية في دائرة التهميش والهامشية، بل تعمل على تقزيم دورها وتصر على أن تلحق بها مختلف ضروب الهزيمة والانكسار رفضا لها ومصارحة بالعداوة لوجودها، وهي لا تتوقف عن إقصائها لمصلحة اللغة الإنكليزية تارة والعامية تارة أخرى، حتى أصبحت اللغة العربية غريبة في ديارها مقفرة في عقول أبنائها. وتبلغ هذه الصورة المأساوية حالة الصدمة الوجودية الكبرى عندما يغفل أبناء اللغة العربية أنه في هزيمة لغتهم تكمن هزيمة أرواحهم وسقوط هويتهم واندثار حضارتهم إلى الأبد.

عناصر مشابهة