ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الدعاة الجدد والشباب دراسة ميدانية لدى الشباب الجامعى فى المغرب

المصدر: المجلة العربية لعلم الاجتماع - إضافات
الناشر: الجمعية العربية لعلم الاجتماع
المؤلف الرئيسي: مصباح، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 8
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2009
الصفحات: 145 - 158
ISSN: 2306-7128
رقم MD: 144461
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

135

حفظ في:
المستخلص: يعرف تدين الشباب المغربي تحولات عميقة في العقدين الأخيرين، يعكسها التزايد المطرد لأداء الشعائر الدينية، وهذا التطور يسير في اتجاه المزيد من الأسلمة إلى الفضاء العمومي والممارسات الاجتماعية، ومراجعة شاملة لكل القيم المجتمعية السائدة، ومحاولة تكييفها مع النسق الإسلامي المعياري المنصوص عليه في الكتب المقدسة (القرآن الكريم والسنة النبوية). ويأتي هذا التحول نتيجة لعدد من العوامل، أبرزها تأثير الحركات الإسلامية بمختلف توجهاتها في هذا التدين بصفتها مؤطرة للوعي الديني وموجهة له، وارتفاع نسبة التمدرس، ودور المناهج الدراسية والكتب الدينية، بالإضافة إلى تأثير وسائل الإعلام الحديثة، خصوصاً التلفاز والإنترنت. وهنا يبرز تأثير الدعاة الجدد الذين استفادوا من هذا التطور التقني، كما إن تدين الشباب المغربي يتميز عموماً بالاعتدال، أي أن ارتفاع معدلات التدين عند الشباب المغربي لا يواكبه ارتفاع على مستوى التطرف والتشدد. وهذه النتيجة توصل إليها مجمل الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة في المغرب، ابتداء من المسح العالمي حول القيم، والبحث الوطني حول القيم، والإسلام اليومي، وأخيراً دراسة غالوب. وبالنسبة إلى الدعاة الجدد، تبرز قوة تأثيرهم من خلال ثنائية الصورة والخطاب، فاعتمادهم على التقنيات الحديثة للتواصل مكنهم من الوصول إلى شرائح كبيرة من المجتمع، كما إن لحداثة سنهم واهتمامهم بالمظهر الخارجي جزءاً من هذا التأثير، بالإضافة إلى إدخالهم لمفاهيم التنمية البشرية إلى الخطاب الإسلامي، واستعمالهم لجهاز مفاهيمي يمزج بين النصوص الدينية والمعارف الإنسانية الحديثة، كتقنيات التخطيط الاستراتيجي والتفكير الإبداعي، وهو ما يضفي على هؤلاء الدعاة صفة الجدة. كما إن من بين أبرز سمات هذا الفكر أيضاً أنه تحول إلى فكر معولم يتجاوز الحدود السياسية، فدعاة هذا الفكر لم يقفوا عند حدود أقطارهم، بل تجاوزوها ليصبحوا دعاة ملكاً للمسلمين في العالم أجمع (فؤاد، 2008: 57). خلاصة القول، تحتاج ظاهرة الدعاة الجدد، باعتبارها ظاهرة حديثة، إلى تراكم معرفي كمي وكيفي على مستوى الدراسات السوسيولوجية لمعرفة أبعادها وحدودها، والفرص والتحديات التي يفرضها هذا النمط الجديد من الدعوة الدينية على أنماط التدين السائدة بالنسبة إلى الشباب المغربي، وهو ما يتطلب من الباحثين في حقل العلوم الاجتماعية الاهتمام بهذه الظاهرة والاقتراب منها باستعمال أدوات التحليل الاجتماعي، وتفكيك خطابها وتحليله بعيداً عن المقاربات التبسيطية والاختزالية للظواهر الإنسانية

ISSN: 2306-7128