المستخلص: |
تناول الباحث في هذه الورقة عددًا من إبداعات أدبية بأقلام أسيرات وأسرى فلسطينيين، تم نشرها ورقيا، سواء وهم خلف القضبان، أو أسرى محررون كتبوا عن تجاربهم الاعتقالية وتجارب رفاق القيد والزنزانة. وتوزعت مصادر الدراسة بين الرواية والقصة والسيرة الذاتية والسيرة الغيرية ... إذ قام الباحث بتحليل اثني عشر عملا أدبيا، لأسرى وأسيرات، وسبر أغوارها، لاستخراج مكنوناتها الفكرية وأهدافها ومراميها الثورية والوطنية، ومخزوناتها المعرفية. وجد أن الأسرى والأسيرات في كتاباتهم، في الأجناس الأدبية المختلفة، يحملون بذور تجاربهم الأولى، ونموها وتطورها، حتى اكتملت وأصبح الأسير قادرًا على الفعل والتأثير، والقفز عن عوامل الخوف والقلق كافة التي تكون قد خيمت على حياته في بدايات التجربة الاعتقالية. مما يفسر القدرة الجمعية الفائقة للأسرى في مواجهة السجان وقوانينه ولوائحه وقراراته وكسرها؛ بإجباره على التراجع عنها وتحسين ظروف السجن للحدّ الذي أصبح معه الفرق شاسعا بين حياة الأسرى وأجواء السجن في أواخر ستينيات القرن العشرين وسبعينياته وثمانينياته. وإن ما يتوفر حاليا من (تحسينات!) قد انتزعها الأسرى من خلال مواجهات متعددة الأشكال، لاسيما معارك الأمعاء الخاوية التي خاضها الأسرى، ولا يزالون يخوضونها، جماعة وفرادى، وغيرها من أشكال المواجهة. ووجد أنه في جميع تلك الأعمال، يظهر الوجه البشع للسجان، الذي لا يرعى في الأسير إلا ولا ذمة؛ فلا مراعاة لمريض، ولا لمقعد ولا لعجوز، مهما كانت حالته متردية. كما تبين أن الأسرى والأسيرات قفزوا على القيد وجدران السجن الشاهقة، وتواصلوا مع مجتمعهم الفلسطيني، وكانوا هم القادة الذين يديرون دفته بعناية ورجاحة عقل. كما وجد أن تلك الأعمال أنصفت المرأة الفلسطينية، وأبرزت دورها في جميع مراحل الصراع مع الاحتلال؛ عندما اصطفت إلى جانب الرجل، فقاتلت واستشهدت وأسرت، ووقع عليها الظلم والجور من الاحتلال كما وقع على الرجل وبلا هوادة.
|