المستخلص: |
تعتبر الحاصلات البستانية أحد محاور التنمية الزراعية الهامة في مصر وذلك لتوفير احتياجات السوق كما أنها تستوعب قدر كبير من العمالة البشرية، إلى جانب أنها تعتبر مصدرا هاما لصناعات الغذائية، وبالتالي فإنها تعد من الحالات ذات القيمة المضافة العالية. وتعتبر الموالح بصفة عامة والبرتقال بصفة خاصة الفاكهة الشعبية الأولى في مصر نظرا قيمتها الغذائية ورخص أسعارها بالمقارنة بغيرها من الفاكهة وكذلك طول فترة عرضها بالسوق. وترجع أهمية الموالح بالنسبة لحاصلات الفاكهة في مصر الملائمة المناخ البيئي في مصر لإنتاجها بجميع صنافها في جميع المحافظات المصرية وإن تفاوتت في كميات إنتاجها من تلك الأصناف. وبالرغم من الأهمية الاقتصادية والزراعية والغذائية لمحصول البرتقال بسرة إلا أن مشكلة الدراسة تمثلت في تعرض المساحة المزروعة بمحصول البرتقال بسرة -والذي يعتبر من أهم أصناف البرتقال في مصر -للتدهور والتناقص المستمر وذلك في محافظة الشرقية وكذلك انخفاض متوسط الإنتاجية الفدانية بالطن في محافظة الشرقية خلال الفترة الأخيرة أقل من مثيلة على مستوى مصر. وأستهدف الدراسة التعرف على المشاكل التي أدت إلى قيام بعض الزراع بإزالة حدائق البرتقال بسرة وعزوف البعض الآخر عن زراعة أراضيهم به كما تهدف الدراسة بالإضافة إلى ما سبق معرفة مقترحات البعض الآخر لحل تلك المشاكل. واعتمدت الدراسة على مصدرين رئيسين للبيانات: بيانات ثانوية منشورة من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والجهاز المركزي والتعبئة العامة والإحصاء وأخرى غير منشورة من مديرية الزراعة بالشرقية، بيانات أولية لدراسة ميدانية من خلال استمارة استبيان صممت خصيصا لذلك. كما استخدمت الدراسة الأسلوبين الوصفي والكمي في تحليل البيانات وعرض ما توصلت إليه من نتائج. - من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: ١- بدراسة متوسط المساحة المزروعة الكلية والمثمرة ومتوسط الإنتاجية الفدائية بالطن والإنتاج الكلي بالألف طن في مصر ومحافظة الشرقية تبين وجود زيادة سنوية في كل من المساحة المزروعة والإنتاجية الفدانية والإنتاج الكلي على مستوى مصر، في حين يوجد نقص وتدهور في المساحة الكلية والمثمرة بمحافظة الشرقية. كما أن متوسط الإنتاجية الفدانية في محافظة الشرقية رغم الاتجاه نحو الزيادة إلا انه لا يزال أقل من مثيله على مستوى مصر مما أدى إلى انخفاض الأهمية النسبية لإنتاج محافظة الشرقية من البرتقال بسرة بالنسبة لمثيلة على مستوى مصر خلال فترة الدراسة. 2- بالنسبة لجملة التكاليف المتغيرة فقد بلغ متوسطها حوالي 12853.77 جنيها للفدان تمثل حوالي ٦٦,٢٠% من جملة التكاليف الكلية والتي بلغ متوسطها حوالي 19427.39 جنيها للفدان. أما التكاليف الثابتة فقد بلغ متوسطها حوالي ٦٥٧٣,٦٢ جنيها للفدان تمثل حوالي ۳۳,۸% من إجمالي تكلفة إنتاج فدان برتقال بسرة والذي بلغ متوسطة 19427.39 جنيها للفدان. ومما سبق يتضح أن متوسط التكاليف المتغيرة (تكاليف عمليات الخدمة الزراعية ومستلزمات الإنتاج الزراعي) تمثل الثلثين في حين تمثل التكاليف الثابتة الثلث وهذا يعني أن التكاليف المتغيرة ضعف التكاليف الثابتة. 3- أما بالنسبة لقيمة الفرزة الأولى نجد إنه بلغ متوسطها ۲۹۳۸۳,۸۱ جنيها للفدان تمثل حوالي ٩٤,٨٢% في حين بلغ متوسط قيمة الفرزة الثانية حوالي ١٦۰۸,۳۰ جنيها للفدان تمثل حوالي ٥,١٨% وذلك من جملة العائد الكلي للفدان والبالغ متوسطها حوالي 30992.11 جنيها. 4- وتشير نتائج دالة الإنتاج إلى وجود علاقة طردية موجبة بين إنتاج البرتقال بسرة بالطن، من جانب.
وكل من عدد ساعات العمل الآلي كمية النيتروجين الصافي بالكيلوجرام، وكمية الفوسفات الصافي بالكيلوجرام وتعتبر هذه النتائج منطقية اقتصاديا وتعمل تلك المتغيرات في المرحلة الثانية (الاقتصادية) لقانون تناقص الغلة حيث أن المرونة موجبة وأقل من الواحد الصحيح، في حين يوجد علاقة عكسية بين كمية إنتاج برتقال بسرة بالطن، من جانب. وكمية المبيد الصافي المستخدم بالكيلوجرام، من جانب آخر. ويتمشى ذلك مع المنطق الاقتصادي حيث أن زيادة عدد الآفات والحشرات والأمراض يؤدى إلى إسراف الزراع في استخدام المبيدات، كما أن هذا المتغير يعمل في المرحلة الثالثة لقانون تناقص الغلة. 5- وتشير نتائج دالة التكاليف بعينة الدراسة إلى أن الحجم الأمثل للمساحة التي يجب زراعتها بالبرتقال بسرة تساوى ١,٥٢ فدان (أي زيادة مساحة العينة بنسبة ١٥٢%)، وهو ما يتمشى مع المنطق الاقتصادي. وهذا يعني أهمية زيادة المساحة المزروعة (من 2.29 فدان إلى 3.81 فدان) وبالتالي زيادة عدد الأشجار المثمرة حتى تتحقق الكفاءة الاقتصادية والإنتاجية للبرتقال بسرة. ٦- وبدراسة مؤشرات الكفاءة الاقتصادية يمكن القول أن جميع مؤشرات الكفاءة الاقتصادية لإنتاج البرتقال بسرة تشير إلى ارتفاع الكفاءة الإنتاجية وما يحققه إنتاج الموالح من إيرادا كليا وصافيا يفوق إجمالي التكاليف الإنتاجية. 7- وبدراسة توزيع الجنية الذي يدفعه المستهلك النهائي نجد انه يتوزع بنسبة ٦٢,٥% للمنتج، والباقي ٣٧,٥% للمسوق. وأخيرا فإن الكفاءة التسويقية للبرتقال بسرة بلغت ٤٩%. وبذلك فإن تجارة وتسويق البرتقال بسرة في السوق المحلى تعتبر مربحة. 8- يأتي في مقدمة مشاكل إنتاج البرتقال بسرة بعينة الدراسة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي عامة والمبيدات الحشرية والفطرية خاصة بالإضافة إلى ندرة وجود بعض المبيدات، وانخفاض كفاءة أداء عمليات الخدمة الزراعية (٢٥,٨٦%) لكل منهما على حده، يليها كثرة الإصابة بالآفات والحشرات والأمراض والتي تؤدى بدورها إلى موت الأشجار وتدهور صفات وجودة الثمار (۲۳,۷) ويمثلوا معا ٧٥,٤٢% من جملة مشاكل إنتاج البرتقال بسرة. 9- يأتي في مقدمة مشاكل تسويق البرتقال بسرة بعينة الدراسة وجود تشوهات سعرية وعدم الاستقرار في أسعار البيع مما يؤثر بدورة على العائد الكلي (٢٨,٥%)، يليه عدم اهتمام الزراع بتحديد مرحلة النضج المناسبة للجمع والذي يؤثر بدوره في جودة الثمار وبالتالي متوسط سعر البيع ونسب ومعدلات الفاقد (۲۰%) بدائية عمليات الخدمة التسويقية للثمار بسبب غياب دور الإرشاد الزراعي (١٧,٥%) وتشكل تلك المشاكل السابقة معا حوالي ٦٦% من جملة مشاكل تسويق البرتقال بسرة. ١٠- ولحل تلك المشاكل هناك العديد من المقترحات والوسائل يأتي في مقدمته أهمية تشديد الرقابة وتوفير الأسمدة والمبيدات المناسبة وبالسعر المناسب لاحتياجات الزراع (۲۲,۲۲%)، يليها قيام الأجهزة الإرشادية بدور نشط وفعال في توفير المعلومات المناسبة للزراع وفي الوقت المناسب لاحتياجاتهم (٢١,٤٨%)، ثم يليها قيام الدولة بدور نشط وفعال من خلال الزراعة التعاقدية مع الزراع للحد من جشع التجار واستغلالهم لزراع محصو
|