المصدر: | مجلة الحكمة |
---|---|
الناشر: | نخبة من علماء الدول الاسلامية |
المؤلف الرئيسي: | المصطفى، محمد جميل محمد ديب (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 39 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 217 - 276 |
رقم MD: | 147793 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد: فإن الفقه الإسلامي يحتاج إلى تجديد؛ كي يواكب عصرنا الحاضر! لأن الأصل في الفقه ؛ أن يضبط حركة المجتمع ، وأن الفقهاء هم الذين يزنون ذلك بميزان الشرع ، لكن لما كانت المجتمعات تتطور باستمرار ومشاكلها تتجدد، وباب الاجتهاد مقفل ؛ فقد ظن بعض الناس عجز الفقه عن إيجاد حلول لمشاكل الناس ! وأصبح أكثر الناس يتصرف بما تمليه عليه مصالحه، وأصبحت بعض الدول تتبنى تشريعات ؛ ليس للفقهاء فيها دور؛ كقانون المرور ؛ ليس للفقهاء دور في صياغته ! وكذلك قوانين أخرى ! فالمجتمع يتصرف وفق مصالحه ، دهانا حدثت أخطاء فإن الناس يتصرفون كيفيا، أ و يأتون إلى العلماء، وأكثرهم مقلدون؛ لا يجدون في مذاهبهم حلا لما جد، وليس لديهم القدرة على الاجتهاد واستنباط الأحكام ، فيقفون حائرين ! عندئذ لا يجد الناس بدا من الأخذ بالقوانين الوضعية المقتبسة من الغرب ! ولما كانت كثير من الفتاوى والأحكام مبنية على عرف أو ظرف ؛ والأعراف تتغير بتغير المكان والزمان ؛ فإنه ينبني على ذلك وجوب تغيير كثير من الأحكام الاجتهادية ؟ لتغير عزفها، أو ظرفها، أو لأنه جذ فيها ما يستدعي ذلك التغيير والتجديد؟ أي : أنها فقدت مبرر تشريعها، أو وجودها، وقد قال الفقهاء قاعدة شهيرة في ذلك : إلا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان ( ).كذلك لما كانت أغلب الأحكام الفقهية ظنية ؛ لابتنائها على الاجتهاد المبني على الظن ، فإنه قد يجد فيها من التجارب والكشوفات العلمية ؛ ما يستدعي تغيير الحكم السابق ؛ لثبوت خطئه ؛ فلا مصلحة في الثبات عليه؛ وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قولته المشهورة عندما تغير اجتهاده في المسألة : "تلك على ما قضينا، وهذه على ما قضينا اليوم ) ( )، وعندئذ نطبق القاعدة الفقهية الشهيرة : (لا عبرة بالظن البين خطؤه ) ( ). كذلك قد يثبت التطبيق العملي صعوبة أو عدم صلاحية بعض الاجتهادات السابقة ؛ مما يستدعي إعادة النظر فيها؛ لأن الدين يسر، والحرج فيه مرفوع بحمد الله ومنته! لهذا لا بن من تجديد النظر في المسائل المبنية على الاجتهاد؛ للنظر في مواءمتها لروح الشريعة، ومدى صلاحيتها للبقاء؛ فقد يتغير وجه المصلحة منها، مع تغير الزمان . • كذلك لا بد من بحث المستجدات على ضوء النصوص الشرعية؛ مستضيئين بمنهج السلف في فهم النصوص والاستنباط ؛ من أجل أن يكون فقهنا على مستوى التحديات ! • وقد رأيت من المناسب الدعوة إلى تجديد الفقه ؛ من ناحية المضمون ، ومن ناحية الشكل! أما تجديد المضمون ؛ فيشمل : 1- بحث المستجدات . 2 - مراجعة تراثنا الفقهي المبني على الاجتهاد من أجل تمحيصه لأن عدم تنقيح كتب الفقه هو هن موجبات هرمه . 3- تغيير نمط التأليف في كتب الفقه وإعادة صياغتها بشكل يتناسب ولغة العصر . 4 - دراسة الفقه في المراحل العليا بشكل مقارن بين المذاهب ، وبينه وبين القانون الوضعي . 5 - الالتفات إلى الدراسات الميدانية التي تعتمد على الاستقراء والتجربة . 6 - توحيد الرأي المفتي به. • واما من ناحية الشكل ؟ فدعوت إلى تقنين الفقه ، والاستفادة من طريقة القوانين الوضعية ؛ في تقسيم المواد وصياغتها، وإيجاد فهارس موسعة تسهل الوصول إلى المعلومة بسرعة ، وبينت إيجابيات التقنين ، ورددت على شبهات المانعين ، ثم بحث الآليات التي تساعد على تجديد الفقه وهي : 1 - فتح باب الاجتهاد. 2 - أن يناط هذا العمل بالمجامع الفقهية خوفا من قصور الاجتهادات الفردية أو شذوذها. 3 - أن تضم المجامع الفقهية فقهاء من جميع المذاهب الإسلامية المعتبرة . 4 - أن يكون اختيار الأحكام من الفقه الإسلامي بمفهومه العام ، دون الاقتصار على مذهب معين . 5 - أن تعطى الأولوية في البحوث العلمية ؛ للقضايا المستجدة . 6 - تنسيق البحوث حتى لا تتكرر بلا مبرر. 7 - تهيئة أسماء الموضوعات التي تحتاج إلى بحث؛ من أجل أن يكون اختيار الباحثين منها. 8 - إعلان نتائج الأبحاث العلمية الفقهية ، وتدوينها لدى المجامع الفقهية ، والمراكز العلمية ؛ من أجل الاستفادة منها. . *ثم ختمت البحث بالنتائج والتوصيات ، فأوضحت: - أن تجديد الفقه ليس خروجا عن نصوص الوحي ، وإنما هو إعادة فهم لها في ضوء الواقع. - وأن تجديد الفقه ليس إلغاء لفقه السلف ، بل هو استمرار لمنهجهم في تنقيح أقوالهم ، والتراجع عما ثبت خطؤه ، أو عدم صلاحيته ، كما تراجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن بعض اجتهاداته ، وكذلك فعل الشافعي وغيره . - وأن تقنين الفقه فيه تبسيط لأحكام الشريعة ؛ وتيسير لها؛ ليكون الناس على بينة مما يأتون ويدعون ؛ بدل أن ينوء عقلهم وكاهلهم ؛ بحفظ اجتهادات القرون المختلفة ، التي يصعب الإحاطة بها. والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. |
---|