| المستخلص: |
من المفترض أن الفكر الثوري يقوم على الطغيان على كل من الشرعية وهي التي تنم عن فكرة سياسية أو مبدأ دستوري، وهذه الفكرة أو هذا المبدأ يعني "تأسيس السلطة" أو عملية إسناد السلطة للحاكم في الدولة، باعتبار أن السلطة الشرعية هي التي خرجت بأساليب شرعية إلى حيز الوجود، كما يطغى أيضا هذا الفكر على المشروعية القانونية التي تعني أن كل تصرفات السلطة الحاكمة ليست بالضرورة أن تكون مطابقة للقواعد القانونية المطبقة في الدولة، ومن المفترض أيضا أن تقوم الثورة على التنظيم السري الثوري وعلى الزعامة الكاريزمية، إلا إن ما حدث في الثورات العربية أو التي أخذت مسمى ثورات الربيع العربي قد صدع وشقق كل هذه الافتراضات. وما شهدته ثورات الربيع العربي في كل من تونس واليمن وليبيا وكذلك مصر في ثورتي 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013-يعد تغييرا جذريا في مدلولات الثورة، إذ هدم كل النماذج النمطية الثورية التاريخية، فجأت أحداث هذه الثورات في إطار الشرعية الدستورية والمشروعية القانونية، واتحدت فيها جميع التيارات السياسية والفكرية والدينية لتضفي هذه الثورات على مفهوم الثورة مفهوما جديدا ألا وهو قيامها على أسس شرعية ومشروعة في آن واحد، وذلك على عكس ما كان ثابتا في العصور والعهود السالفة من واقع الثورات التاريخية. وعادة ما يتصدر الثورات مجموعة من المبادئ والقيم والأسس العامة المعبرة عن آمال الشعوب ورغباتها في تحقيق المزيد من الحقوق والحريات وتداول السلطة، بمعنى إحداث التغيير الجذري لكل الأوضاع المتردية من فساد وفقر وبطالة سادت دول شعوب هذه الثورات عقود من الزمن، وبالدراسة والفحص والتمحيص يمكننا القول: إن نجاح الثورات أو فشلها أمر نسبي لا يعرف وأنما يلاحظ، فالحكم على نجاح الثورات من عدمه لا يمكن تحديده من خلال حكم قضائي أو وثيقة أو ميثاق أو إعلان حكومي أو غيره، وإنما الحكم لا يكون إلا من خلال تحقيق هذه الثورات لأهدافها التي نادت بها وأعلنت عنها مسبقا.
It is assumed that the revolutionary thought is based on tyranny over both legitimacy, which reflects a political idea or a constitutional principle, and this idea or principle means "establishing authority" or the process of assigning power to the ruler in the state, given that the legitimate authority is the one that came out with legitimate methods into the realm Existence, as this thought also dominates the legal legitimacy, which means that all the actions of the ruling authority are not necessarily in conformity with the legal rules applied in the state, and the revolution is also supposed to be based on the revolutionary secret organization and charismatic leadership, but what happened in the Arab revolutions or Which took the name "Arab Spring revolutions" has cracked and flattened all these assumptions. What the Arab Spring revolutions witnessed in Tunisia, Yemen and Libya, as well as Egypt in the revolutions of January 25, 2011 and June 30, 2013 is a fundamental change in the implications of the revolution, as it destroyed all historical revolutionary stereotypes, so the events of these revolutions abruptly came within the framework of constitutional legitimacy and legal legitimacy, and united in them. All political, intellectual and religious currents, so that these revolutions give the concept of revolution a new concept, namely, that it is based on legitimate and legitimate foundations at the same time, in contrast to what was fixed in previous ages and eras from the reality of historical revolutions. Revolutions are usually preceded by a set of principles, values and general foundations that express the people's hopes and desires to achieve more rights, freedoms and the transfer of power, and by studying, examining and scrutinizing we can say that The success or failure of revolutions is a relative matter that is not known but rather observed. Judging the success of revolutions or not cannot be determined through a judicial ruling, document, charter, governmental announcement or other, but the ruling is only through the achievement of these revolutions for the goals that they proclaimed and announced.
|
